عبد الإله بن كيران يؤلب شبيبة الحزب ضد الحكومة
السفير 24 | حيمري البشير _الدنمارك
لا أدري صراحة ماذا يريد رئيس الحكومة السابق من خرجاته الإعلامية ضد أحزاب في الحكومة ،وبالخصوص حزب الاتحاد الإشتراكي ،وبحضور الأمين العام الجديد؟
هل نسي السيد عبد الإله ،يوم سعى لتشكيل حكومته الأولى بمحاولة إقناع الإتحاد الاشتراكي الإنضمام إلى أحزاب الكتلة ،قائلا ،أريد أن أسخن أكتافي بهذا الحزب، لكن قيادة الحزب رفضت حينها الإنضمام إلى حكومته واعتذرت بأدب، لا أفهم حقيقة ماذا يريد وهو يعلم مسبقا أن انتقاد الأحزاب السياسية المكونة للحكومة مع حزبه وهجائية لبعض الأشخاص بطريقة لذعة يثير ضحك شباب حزبه بأسلوبه الشعبوي المعروف به ،قد يحافظ على تماسك الحكومة ولا يدفع الأحزاب التي مست في الرد عليه ؟
ماذا سكوت رئيس الحكومة عما يصدر عن السيد عبد الإله بن كيران؟
سي عبد الرحمان اليوسفي أطال الله في عمره ،لما اختار الملك تكليف السيد إدريس جطو تشكيل الحكومة عِوَض هو الذي تصدر حزبه الانتخابات التي جرت آنذاك ؟خرج من الحياة السياسية نهائيا، ولم يوجه سهام انتقاداته لأي جهة كانت.
ونفس الشيئ فعل كل من السيد عباس الفاسي رغم أن حزبه خرج نهائيا من التحالف الحكومي بمحض إرادته
إذا كان السيد رئيسالحكومةوالأمين العام السابق لحزب العدالة يريد العودة من خلال تجييش شباب حزبه وهو في تلك السن المتقدم ،ويساهم في عرقلة العمل الحكومي ودفع أحزاب الإئتلاف للرد ،فهو يقوم بعمل لأي خدم مصلحة البلاد والعباد في هذا الظرف العصيب الذي تمر به بلادنا ،ولو كان فعلا عاقلا ،لاختار الطريق الذي اختاره من قبل سي عبد الرحمان والابتعاد كليا عن السياسة والسياسيين وكل كلمة فيها حرف السين كما نقول في المثل المغربي.
إن خرجاته تعكر صفو العلاقة داخل أحزاب الإئتلاف الحكومي ،وتعرقل تماسكه ولا تشجع على استمرار الأحزاب التي أساء إليها في خرجاته ،وإذا كان سي عبد الإله قد نسي ما قدم الإتحاد الإشتراكي من تضحيات جسام في وقت كان هو غائب عن الساحة ،في زمن سنوات الرصاص ،فعليه أن يقرأ التاريخ مرة أخرى ويلقي نظرة على سجل حزب القوات الشعبية ،والضريبة التي قدمها في سبيل الديمقراطية ،وحرية التعبير.
أعتقد أن السيد عبد الإله بن كيران في خرجاته ضد حزب الاتحاد وإساءته لرموز الإتحاد لا تخدم مصلحة الإئتلاف وتعتبر إشاراته تستهدف استمرار هذه الحكومة التي يرأسها أمين حزبه الجديد ،الذي أصبح في مرمى انتقادات العديد من الأشخاص داخل حزبه.
هل يسعى السيد عبد الإله للعودة من جديد إلى رئاسة الحكومة لتعميق الأزمة الإقتصادية التي يعرفها المغرب بسبب ارتفاع ديونه الخارجية التي بلغت الخطوط الحمراء؟ هل يريد سي بن كيران إثارة المزيد من الفوضى في البلاد، وهو مسبقا الحالة التي وصلتها جرادة، والحسيمة ومناطق أخرى التي أصبحت تعاني بسب البرد القارس وصعوبة الظروف المناخية، على السيد عبد الإله بن كيران أن يعلم علم اليقين أن شريحة عريضة من مناضلي ومناضلات حزب الإتحاد الإشتراكي كانت لهم قناعة أن دخول الحزب في هذه الحكومة هو تعميق لأزمة تنظيمية يعيشها وأن بناء الذات كان من أولويات العديد عِوَض الانخراط في حكومة يغيب عنها التجانس وتتميز بالتدافع والصراعات على المناصب والكراسي ودليل ذلك عدد الوزراء في الحكومة بحيث بلغ الأربعين ،وهو مكلف لميزانية الدولة.