دوليةفي الواجهة

عاملات المنازل ينمن جائعات في الشوارع.. ضحايا انفجار بيروت المنسيات

isjc

السفير 24 – نهيلة ازريعة – صحافية متدربة

 ظاهرة العيش في الشوارع تفاقمت بشكل ملحوظ وملفت في الاونة الاخيرة …مئات العاملات المربيات مشردات في الشوارع بعد تفشي فيروس كوفيد-19، ويتضورن جوعا وسط أنقاض الانفجار الذي وقع الشهر الماضي في لبنان.

في بعض مقاطع الفيديوهات المنشورة في اليوتيوب ، شاهد العالم تجمد الحياة في بيروت بسبب صدى الصوت غير المألوف للانفجار، الذي حطّم المدينة كلها  و ضرب صداها في العالم بأكمله . ومن بين مقاطع الفيديوهات،انتشر  مشهد تقشعر له الابدان  في مختلف أنحاء المدينة، وهو مشهد مربية أفريقية تقوم بشكل غريزي بإخراج الأطفال بعيدا عن الأذى، وتحميهم بجسدهها.

وفي تقرير  جاء على لسان  الكاتبة نسرين مالك اوضحت فيه على حد تعبيرها  أن أكثر من شهر قد مر على انفجار مرفأ بيروت، ولا تزال اللقطات من ذلك اليوم مروعة مثل أول ظهور لها على شاشات التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي.

وذكرت الكاتبة أن العديد من هؤلاء المربيات ينمن حاليا في شوارع بيروت، ومعظمهن يتضورن جوعا. وحتى قبل وقوع الانفجار، أجبرت الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت بسبب جائحةكوفيد 19 , أرباب العمل اللبنانيين على تسريح عاملات المنازل لأنهم لم يعودوا قادرين على دفع أجورهن. فقد قاموا بجمع أغراضهن ونقلهن إلى سفارات بلدانهن وطردهن خارج منازلهم.

ففي يونيو الماضي ،تُركت أكثر من 100 عاملة منزلية إثيوبية خارج قنصلية بلدهن الأم، حيث يعشن على الحقائب ويتشاركن المراتب. ولا يزال بعضهن يحاولن الالتزام بارتداء الأقنعة حتى أثناء نومهن على الرصيف غير الصحي.

العديد من العاملات ينمن في شوارع بيروت ومعظمهن يتضورن جوعا….

وأشارت الكاتبة إلى أنها تحدثت الأسبوع الماضي إلى كريستين، وهي مربية ومعينة منزلية من غرب أفريقيا -لم ترغب بذكر اسمها الحقيقي خوفا من انتقام رب عملها- قالت إنها كانت تحاول جمع بعض المال لمساعدة الأفريقيات اللاتي تم التخلي عنهن للعودة إلى بلدانهن الأصلية.

لكن هذه المهمة لا يمكن أن تكون ذات أولوية. فالنساء النائمات في الشوارع بحاجة لتناول الطعام في المقام الأول. وفي حال تبقت أية أموال، فسوف يتم إنفاقها على تأمين مأوى لهن.

وفي الواقع، السفر من لبنان إلى وجهات في أفريقيا مكلف، فتذكرة العودة الذهبية مخصصة للمرضى الذين يحتاجون للوجود مع عائلاتهم. وتعتبر كريستين نفسها من المحظوظات لأن “ربة عملها” لم تتخل عنها، ووفرت لها مكانا للإقامة، وخفضت راتبها إلى النصف فقط.

ويتعين على القنصليات، حتى عندما تكون مستعدة للمساعدة، أن تتفاوض بشأن متاهات من بيروقراطية الحكومة اللبنانية، التي اشتهرت فعليا بسمعتها السيئة بسبب فسادها وعدم كفاءتها. ومن أجل تأمين الأوراق اللازمة للخروج، تفرض وزارة العمل رسوما باهظة، وبعد ذلك هناك تكاليف السفر. وكثيرا ما يُطلب من العمال المهاجرين الإثيوبيين أن يحاولوا العودة إلى أرباب عملهم، بحسب قولها .

كريستين أخبرت الكاتبة أن جميع العمال المهاجرين في لبنان يعانون، لكن الأفريقيات يعانين أكثر من غيرهن، إذ “لا يعتبروننا بشرًا، والجميع يتجاهلوننا. ويعتبروننا غير مرئيات”. وفي الحقيقة يمكن لأرباب العمل الذين لم يعد بإمكانهم دفع رواتب العاملات، التكفل بإسكانهن وإطعامهن، لكنهم يختارون عدم القيام بذلك، رغم أن العديد من العاملات المنزليات والمربيات يعرضن العمل دون مقابل.

وكما هو الحال مع أية أزمة، فإن الفئات الأكثر ضعفا هم الأكثر تعرضا للأذى. فضلا عن ذلك، يُكافح لبنان في ظل وجود طبقة سياسية فاسدة وغير كفؤة، كما تعمقت الأزمة حاليا بعد الانفجار الذي من شأنه أن يتحدى البنية التحتية الأكثر قوة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى