إفلاس مالي مرتقب للمعهد الملكي لتكوين الأطر

السفير 24
تشير المعطيات الأولية أن مؤسسة المعهد الملكي لتكوين الأطر على حافة الافلاس المالي ما لم تتدخل الوزارة الوصية لسد حالة العجز المالي المستشري.
ومن المحتمل أن يتم إلغاء وحذف مؤسسة المعهد الملكي كمصلحة مدبرة بصفة مستقلة والتي تغطى بموارد ذاتية بعض نفقاتها غير المقتطعة من الاعتمادات المقيدة في الميزانية العامة. ويجب أن يهدف نشاط المصالح المذكورة أساسا إلى إنتاج سلع أو تقديم خدمات مقابل دفع أجر من قانون المالية للسنة المقبلة نظرا لعدم تحقيقها لنسبة 30% كسقف أدنى من المداخيل إذ تنص المادة 21 من القانون التنظيمي للمالية على ما يلي “يجب أن تمثل الموارد الذاتية ابتداء من السنة المالية الثالثة الموالية لإحداث هذه المرافق ، نسبة ثلاثين في المائة (%30) على الأقل من إجمالي مواردها المأذون بها برسم قانون المالية للسنة المذكورة ، وذلك بالنسبة لمرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة المحدثة ابتداء من فاتح يناير 2016. وتحذف هذه المرافق في حالة عدم استيفاء هذا الشرط بموجب قانون المالية الموالي.
وتعود هذه الأزمة المالية الخطيرة للتدبير العشوائي المعتمد من قبل المدير بالإنابة المنتهية صلاحيته طارق أتلاتي، إذ أغرق المعهد في ديون كثيرة بكثرة الشراءات والمقتنيات والتي لاعلاقة لها بمجال اشتغال المعهد ( لوحات خاصة به ، كاميرات وصفقات غير مبنية على دراسة الجدوى…) يوازيها في المقابل عدم القيام بمجهود في تحصيل الموارد وتنويع الخدمات قصد جذب موارد مالية جديدة.
علما أنه إذا استمر الوضع على هذه الوثيرة فلن يجد المعهد الموارد المالية الضرورية لسد حتى النفقات القارة، ناهيك عن متطلبات صيانة مختلف مرافق المعهد (مسبح أولمبي، ملاعب معشوشبة، مرافق الإقامة…)
كما تكاثرت شكاوي الأطر التربوية من قلة الأدوات البيداغوجية الضرورية والمراجع العلمية، بالإضافة إلى التأخر الحاصل في صرف مستحقات الأساتذة الزائرين، فالعديد منهم رفض تجديد العمل مع المعهد.
وتجدر الإشارة إلى أن أتلاتي استقدمه الوزير المقال عبيابة دون احترام المساطر القانونية الجاري بها العمل وخصوصا مقتضيات الفصل 11 من التعيين في المناصب العليا و الذي ينص على تعيين مدير مساعد بالنيابة من نفس المؤسسة ومن ذوي الاختصاص.
فهل ستبقى الوزارة الوصية عن المعهد ملتزمة الصمت الرهيب وتنظر مشهد احتضار بطيء لمؤسسة المعهد الملكي لتكوين للأطر التي كان لها الفضل في تخرج العديد من الأطر الفاعلة في الحقل الرياضي والتربوي؟