في الواجهةكتاب السفير

المغرب و كورونا…إبداع ملك

isjc

السفير 24 – محمد منعم أجانا

لن نخرج في إبداء رأينا عن الدور الطلائعي و المبادرات الرشيدة و الحكيمة لجلالة الملك في مسار الإستراتيجية القوية و الممنهجة التي انخرطت فيها بلادنا في مواجهة جائحة كورونا، و المقاربة الرصينة التي اعتمدها المغرب في معالجة و تدبير تداعياتها ، خاصة الصحية و الإجتماعية و الإقتصادية ، (لن نخرج) عن السياق العام الذي جاءت به المؤسسات الوطنية و المنظمات الدولية و الصحافة الوطنية و العالمية ، و ذلك لكي نضفي على قولنا صبغة رسمية و على رأينا معنى أعمق.

فعلى المستوى الوطني ، أعلن المندوب السامي للتخطيط في حديث خص به إحدى وكالات الأنباء الدولية، بأن بلادنا نجحت في مواجهة الوضع الإستثنائي الناجم عن جائحة COVID-19, و ذلك بفضل المبادرات التي تم إطلاقها تحت الإشراف و القيادة المباشرين لجلالة الملك ، و من خلال تعبئة الموارد الداخلية و إطلاق المبادرات الإجتماعية بتوجيهات من جلالته .

أما على المستوى الدولي ، فقد أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى المنظمات الدولية في فيينا، في اجتماع عبر الفيديو لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن مبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمواجهة فيروس كورونا بإفريقيا، كفيلة بدعم القارة الإفريقية لرفع مختلف تحديات الجائحة من خلال إرساء إطار عملياتي لمواكبة الدول الإفريقية في مختلف مراحل تدبيرها للجائحة، ما سيسمح بتقاسم التجارب و أفضل الممارسات للتصدي للعواقب الصحية و التداعيات الإقتصادية و الإجتماعية للوباء بالقارة.

الصحافة الدولية هي الأخرى و على غرار الصحافة الوطنية، وصفت المبادرة الإفريقية التي اقترحها جلالة الملك لمواجهة تفشي وباء كورونا في أفريقيا ، بالواقعية و المندمجة و الوجيهة، حيث أشارت صحيفة “كرونيو” السالفادورية في مقال تحت عنوان “كوفيد-19 و الإندماج الإقليمي” بأن المغرب و أفريقيا نموذج يحتذى به بالنسبة لأمريكا الوسطى، مذكرة بأن جلالة الملك أطلق مبادرة لرؤساء الدول الإفريقية تروم إرساء إطار عملياتي بهدف مواكبة البلدان الإفريقية في مختلف مراحل تدبيرها للجائحة .

مبادرة جلالة الملك الإفريقية، أيدتها منظمة العالم الإسلامي للتربية و العلوم و الثقافة (إيسيسكو) ، كما أكدت إستعدادها للمساهمة في تحقيق الأهداف المرجوة منها و التي تنسجم مع أهداف المنظمة و رؤيتها الإستراتيجية، و مع مقاصد المبادرات التربوية و العلمية و الثقافية التي أطلقتها منذ تفجر الأزمة.

هذا و تؤكد التفاعلات الملكية مع تداعيات و مستجدات الجائحة، على المستويات الوطنية و القارية و الدولية، مدى سمو الحكمة و الإرادة السياسيتين لجلالته، و مدى عمق و سداد رأيه، كما اعترف بذلك المفكرون و المحللون السياسيون و الإستراتيجيون ، كما تظهر مدى إيمان جلالته بأهمية التعاون الإقليمي و الدولي و التنسيق العالمي في مواجهة الجائحة العالمية.

كما أن النتائج الحسنة لهذه المبادرات الملكية ، سيظهر وقعها و ستلمس آثارها بشكل جلي و أكبر في مرحلة ما بعد الأزمة ، خاصة أن المغرب بفضل حكمة و إبداعات جلالة الملك في ظل هذه الأزمة العالمية و بفضل السياسات و المقاربات التي اعتمدها في مواجهة الجائحة، سيحتل وضعا أفضل و أقوى إن شاء الله على المستوى الإقليمي و الدولي و الجيوسياسي ، لا سيما أمام شركائه الإقتصاديين .

إنه إبداع ملك ، و الإبداع يخنق الأزمات كما تناولته الأدبيات الإنسانية.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى