“تيه في زمن كورونا”
* الطاهري الشرقي
ماعدت أفهم ما يجري و لا أحد تصدق بمعروف ويفيدنا عن ما يحدث ..
هل نحن أضحينا في هذه الحياة لغزا يصعب حله
يتحمل شيئٌا في هذه الأيام فهذا .. ما عاد أحد منا
حجر صحي، هذه حرية مقيدة ومجتزأة، هذه أماكن منتتقاة للتبضع أو التسوق، مدارس ،أماكن عبادة، جامعات ،مؤسسات بشتى ألوان الطيف في شبه عطالة.
هذا الفيروس القاتل والغير المرئي والمروع في هجومه .. يقودني عبر بوابة الماضي لذكريات
ولأزمنة كيف مضت؟ وكيف واجهتها البشرية “كالطاعون والكوليرا”. حينها كنا لازلنا لم نحل ضيوفا على هذا العالم الصاخب … بل ما أرخه الأجداد ومن عايشوا تلك المحن وثقوا فضاعات الأوبئة وفتكها بالأرواح البريئة .
واليوم ها نحن ذا .. نقطع شوطًا جديدًا من المحن .. ومنا من يمسك الهاتف الذي لطالما يؤنسه في عزلته ووحدته التي يمر بها جراء الاقامة الجبرية التي فرضها “فيروس كورونا “. ولا يعرف متى ستكون نهايته وكيف ،نجهل كل شيء .. كل ما نعرفه هو أننا نريد التحرر والعودة للحياة العادية والمألوفة عندنا وكل يفصح عما في داخله من وساوس وتساؤلات عدة عن كيفية الخلاص من هذا السلاح الفتاك.
يبدو أن لهذا الجو الغير الطبيعي تأثيرا ما على نفوسنا فهذا الفتور ينتابنا في كل لحظة تفكير تمر بأدمغتنا يقتلنا فوات الأيام من أمامنا دون أن نضع لنفوسنا بصمة كما كنا نفعل في كل يوم قبل هجوم “كورونا المباغث والغاذر” فأحسسنا بالنقص. وأحسسنا بالخواء .. والكل وصل لمرحلة العجز عن مصارحة نفسه لنفسه . لذلك يصعب علينا جدا أن نكتب وندون ما يدور بداخلنا . وبالتالي نكون قد وصلنا لمرحلة صعبة من عقدة الكتمان.. وهذا أكثر ما يؤذينا لكن لا سبيل للخلاص ..
من هذا السراب والإيمان بالأوهام .. التي تغذي عقولنا ..
فمهما كانت الحياة قاسية بحقنا، ومهما تعرضا لأوجاع وآلام، مهما امتلأت طريقنا بالعراقيل والحفر والمعيقات، يجب أن نكون واثقين تماما أننا سنصل ونحقق ما نريد.. ولا نجعل اليأس أبدا يسيطر علينا، ولا نجعل أي شعور يطغى على قلوبنا .. إننا بشر نحزن ونفرح، نجرح ونشفى، نفشل وننجح،ما دمنا بشرا لا بد أن نتذوق كل أنواع المشاعر كي نكتسب الخبرة الكافية لمواجه هذه الحياة المتقلبة والمستهدفة في أي لحظة من عدو خرج من مختبر وليس من الطبيعة…
فلا يجب علينا أن نضعف ونقنع نفوسنا بأوهام الفشل والإحباط، منحنا الله قوة مكنونة بداخلنا نعلم كيف نستخرجها ونتمتع بها في مواجهة أي تحد قادم .. يجب علينا أن نتماسك ونظل أقوياء وباستطاعتنا أن ننتزع الإنجازات ولو من قلب الشوك .. فقط الثقة بنفوسنا وبالعلم ومايقدمه من خدمات للإنسانية ، فلنتحلى بالإرادة والعزيمة والتوكل على الله وبعدها سنجد الأبواب تفتح بوجهنا تباعا حتى نصل للنهاية التي لطالما حلمنا بها..
وطالما لدينا حلم سنحققه، وطالما عندنا هدف سنصله رغما عن كل شيء .. فالثقة بالنفس أولًا وأخيرا وحدها التي تستطيع أن تدفعنا للأمام حتى نصل…
فلنجعل هذا شعارنا ونتوكل على من بيده كل شيء.