المحمدية : اجتماع تنسيقي بالثانوية التأهيلية الجولان
* بقلم : عزيز لعويسي
في إطار التدابير الاحترازية المتخذة على الصعيد الوطني الرامية إلى الحد من العدوى وانتشار “وباء كورونا”(كوفيد 19)، وبناء على القرار الذي سبق أن اتخذته “وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي” في شأن توقيف الدراسة بجميــع مؤسسات التربية والتكوين انطلاقا من يومه الإثنين 16 مارس 2020 حتى إشعار آخر، وتعويض “الدروس الحضورية” بدروس “عن بعد” تتيح للتلاميذ والطلبة والمتدربين، المكوث في منازلهم ومتابعة دراستهم عن بعد، واستنادا إلى البلاغ الإخباري رقم 3 الذي حدد الخطوط العريضة لما يتعين على الأطر الإدارية والتربوية، القيام به من تدابير “استثنائية” خلال فترة توقيف الدروس الحضورية.
انعقد يومه الإثنين 16 مارس 2020 على الساعة التاسعة صباحا، اجتماعا بالثانوية التأهيلية الجولان التابعة للمديرية الإقليمية للمحمدية، حضرته الأطر الإدارية والتربوية، ترأسه السيد “محمد الطاهر شفيق” بمعية ناظر المؤسسة السيد “مصطفى الخلفي” الذي أشرف على مهمة تدبير الجانب التقني والتواصلي، وقد استهل العرض بكلمة تقديمية للسيد مدير المؤسسة، أشار في مستهلها إلى الوضعية الصحية المرتبطة بوباء “كورونا”، والتي فرضت على الوزارة الوصية على القطاع، اتخاذ قرار توقيف الدراسة بمختلف مؤسسات التربية والتكوين انطلاقا من يومه الإثنين 16 من شهر مارس الجاري وتعويض الدروس الحضورية بدروس عن بعد، تسمح للتلاميذ والطلبة والمتدربين المكوث بمنازلهم ومتابعة دراستهم عن بعد، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن هذا القرار يعد إجراء وقائيا، تحكم فيه هاجس حماية أطراف العملية التعليمية التعلمية من تلاميذ وطلبة ومتدربين وأطر إدارية وتربويــة وعموم المواطنين، بشكل يسمح بتجنب تفشي “فيروس كورونا”(كوفيد 19)، بعد أن صنفته منظمة الصحة العالمية “جائحة عالمية”.
عقب ذلك، تطرق مدير المؤسسة إلى البلاغات الأخيرة الصادرة عن الوزارة الوصية في هذا الشأن، وتوقف بالأساس عند مضامين البلاغ الإخبــاري رقم3 الصادر بتاريخ الأحد 15 مارس الجاري، الذي حدد ما يتعين على المؤسسات التعليمية القيام به، من تدابير استثنائيـة خلال فترة توقيف الدروس الحضورية، ترمي إلى ضمان الاستمرارية البيداغوجية التي ترتكز على التعليم عن بعد، في إطار تنزيل “برنامج عمل” يتم تصريفه يوميا – كما ورد في ذات البلاغ – بغية إنجاز العمليات التالية :
1. المساهمة في إنتاج المضامين الرقمية والدروس المصورة.
2.أخذ المبادرة من أجل اقتراح بدائل أخرى مبتكرة تضمن التحصيل الدراسي للتلميذات والتلاميذ.
3.تتبع عملية سير التعلم عن بعد والتواصل الإلكتروني مع التلاميذ، كلما دعت الضرورة إلى ذلك.
4.عقد اجتماعات تربوية من أجل التحضير لعملية “الدعم التربوي”التي سيتم إعطاء انطلاقتها مباشرة بعد استئناف الدراسة، والإعـداد الجيد لمختف العمليات التربوية في ما تبقى من الموسم الحالي.
وحتى يتسنى تقريب الأساتذة من طبيعة الإجراءات المتخذة من قبل الوزارة الوصية على القطاع، فقد تم عرض تسجيل فيديو، تضمن تصريحا لـ “فؤاد شفيقي” مدير المناهج بقطاع التربية الوطنية، الذي حل ضيفا على القناة الثانية في “برنامج خاص” ليلة الأحد 15 مارس الجاري، تضمن معطيات حول المنهجية التي سيتم اعتمادها في تدبير “التعليم عن بعد” تكيفا مع هذا الوضع الاستثنائي، والتي حدد خطوطها العريضة، في الدروس المسجلة التي ستقدم للتلاميذ عن بعد عبر القناة الرابعة ووسائط اتصال عن بعد، وبخصوص الاستحقاقات الوطنية المرتبطة بالامتحانات الإشهادية، فقد صرح ذات المسؤول، أن الدروس ستكون جاهزة على القناة الرابعة بدءا من يومه الاثنين 16 مارس الجاري ابتداء من الساعة الحادية عشر صباحا، وستعطى الأولوية للسنتين الأولى والثانية بكالوريا والثالثة إعدادي، فيما ستقدم دروس السنة السادسة ابتدائي يوم الثلاثاء 17 مارس الجاري، على أن يتم تسجيل الدروس المرتبطة بباقي المستويات لاحقا، مضيفا أن الدروس المسجلة، ستوضع رهن إشارة التلاميذ على موقــع “تلميذ.تيس”( Tilmid.TICE)، وأن تسجيلات ذات صلة، ستوضع على مواقع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين انطلاقا من يومه الإثنين 16 مارس الجاري.
وتنويرا للرؤية، خاصة فيما يتعلق بالمضامين الرقمية والدروس المصورة، فقد تم عرض مضمون رقمي عبارة عن درس في مادة اللغة الفرنسيـة، يمكن الاستئناس به لإنتاج مضامين رقمية من هذا القبيل، بعد ذلك مباشرة، تم فتح باب التدخلات أمام السادة الأساتذة، الذين ناقشوا بجدية وبروح من المسؤولية ما ورد في البلاغ الإخباري رقم 3 من تدابير استثنائية، وعبروا جماعة عن حسهم الوطني في الانخراط الإيجابي في هذه الظرفية الاستثنائية، عبر القيام بكل العمليات التي من شأنها دعم تعلمات التلاميذ “عن بعد”، من ملخصات ودروس مصورة ومضامين رقمية (أشرطة، فيديوهات، وثائق، امتحانات إشهادية سابقة، دروس …) باستعمال مختلف الوسائط التواصلية المتاحة (هاتف، مجموعات على الواتساب، مجموعات مغلقة على الفيسبوك …)، وأبدو بتضحية ونكران للذات، رغبتهم في الانخراط في عملية الدعـم المرتقبة نهاية الموسم الدراسي، بالنسبة للمستويات الإشهادية (السنتين الأولى والثانية بكالوريا).
وتدعيما للجانب التواصلي في هذه الوضعية الاستثنائية، تم خلق مجموعة على الواتساب خاصة بالأطر الإدارية والتربوية بثانوية الجولان التأهيلية، يعول عليها للتواصل وتبادل الخبرات والتجارب وتقاسم المضامين الرقمية لوضعها تحت تصرف التلاميذ، وفي هذا الصدد، ثمن الأساتذة فكرة خلق “مجموعات خاصة” على الواتساب، لاستثمارها في التواصل مع التلاميذ، ومدهم بما يلزم من ملخصات وموارد رقمية، هذا، وقد انتهى هذا الاجتماع في حدود الساعة 11.00 صباحا، بكلمة أشاد من خلالها السيد مدير المؤسسة، بما عبر عنه الأساتذة الحاضرين من تفاعل إيجابي في الانخراط في ما تقتضيه المرحلة، من تدابير استثنائية، منوها بما أبداه جميع الحاضرين من أطر إدارية وتربوية، من روح وطنية ومن مسؤولية وتضحية ونكران للذات، خدمة للوطن في هذا الظرف “الاستثنائي”، علما أن لقاءات تواصلية جانبية، قد عقدت بين الأساتذة (أساتذة “نفس المادة”)، للتنسيق والتشاور، حول السبل الممكنة التي من شأنها تعزيز التواصل مع التلاميذ ومدهم بما يلزم من ملخصات ومضامين رقميــة.