كتاب السفير

الغرب والإسلام..العلاقة الجدلية!!

isjc

محمد هرار

من يتابع بدقة، ومنذ حملة الاستعمار الغربي بداية القرن التاسع عشر، على الأقل، يلاحظ أن الغرب قد وضع كل ثقله في محاربة عقيدة المسلمين، وبطرق متنوعة، هدفه الأسمى:

أولا، إطفاء كلمة الله، وثانيا، تشكيك المؤمنين في دينهم وعقيدتهم، وصرفهم عن التمسك بها قدر الإمكان وعلى مراحل، دون عجلة أو كل أو ملل. 

ثانيا، وللحيلولة دون انتشاره، و وصوله. تماما كما فعلت قريش زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،حيت صدته ومنعته وحرضت عليه القبائل ووفود الحج، خشية أن تصل كلمة الحق والهدى إلى عقول الناس؛ فتستولي على قلوهبهم فيسلمون. وهي نفس الطرق والاستراتيجيات التي يسلكها كل معاند للحق كاره له.

ونحن عندما نتحدث عن الغرب، لا نضعه في سلة واحدة. بل الغرب فيه من الدول من تأخذ العصى من الوسط، ومنه من يتطرف. 

على سبيل المثال، الولايات المتحدة الأمريكية، وهي دولة قائمة على الحروب وإحداث القلاقل والفتن، لا يهدأ لها بال، إلا إذا كانت تخوض معارك، وعلى جبهات مختلفة، وليس بالضرورة أن تكون حروبها عسكرية تخريبية، تطويعا لخصومها وجيرانا، بل من الحروب التي لا تتوقف أمريكا عن إدارتها ولو بالوكالة، الصراعات الاقتصادية، التي لا تكاد تنتهي من واحدة، حتى تدخل في مواجة أخرى، وهكذا دواليك، وهذه استراتيجية أصبحت مكشوفة معروفة لدى دول المعمورة بما فيها حلفائها..

كثير من دول القارة العجوز، وحتى دول القارة الأمريكية، يعانون من الهيمنة والغطرسة الأمريكية..

وهذا ما حدى بدول غربية كثيرة أصبحت تسعى “للشراكة” مع دول العالم العربي والإسلامي، على قاعدة فتح أسواقها لجلب استثمارات، تكون فيه الغلبة والهيمنة للغرب مغلف بمصطلحات كالتعاون والشراكة والتنسيق الأمني، والاستثمار في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبناء الجسور، وتلاقح الحضارات، في حين هناك دول غربية أخرى، تغدي مقولة صراع وتصادم الحضارات. فالسوق العالمية تعج بدول من هذا النوع ونقيضه. لقد طفح الكيل، وبدأ حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية يسأمون من سياساتها الهوجاء، ظالمة أو مظلومة. ومتى كانت الولايات المتحدة الأمريكية دولة مظلومة، وهي التي تفرض نفسها على أسواق غيرها، وتفرض ضرائب ثقيلة على صادرات غيرها !؟.

نحن المسلمين، يهمنا السلم العالمي، ونسعى لتثبيته، ومن معاني الإسلام: السلام. فهل يسعى الغرب لذلك بالفعل ؟!.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى