السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري
أن تقوم جمعيات المجتمع المدني بمبادرة إنسانية محضة لإطعام جائعين وإدخال الدفئ على متشردين في هذا الزمن العصيب، وفي فصل شتاء تميز هذه السنة ببرد قارس لم تعرفه المنطقة منذ سنوات، فهذا عمل تابعناه من بعيد ومن القارات الخمس، واعتبرناه يجسد قيم التضامن والتكافل في المجتمع المغربي الذي يجب أن نشجعه وتقاسمنا جميعنا، رؤيا موحدة لدعم هذا العمل ،نعرف من اتخذ قرار المنع ،ولكن لانعرف الأسباب والدوافع ؟ ونستغرب من قرار المنع المتخذ من طرف باشا المدينة الذي مع كامل الأسف مارس ضغوطا على جميع الذين كانوا منخرطين في هذا العمل، بعيدا عن السياسة وعن الأحزاب السياسية.
نقول لمن اتخذ القرار ومن كل بقاع العالم أن هذا عمل كبير ،وأن إعجابنا بالمبادرة الإستثنائية كان كبيرا لاسيما بعد أن علمنا أن المرأة المغربية في هذه المدينة ،التي تعاني من المرض والفقر والتهميش والإقصاء، هي التي تطوعت، وتجندت لتقوم بهذا العمل الإنساني.
اتخذتم قرار المنع وأنتم الذين سلمتم رخصة ممارسة النشاط الجمعوي، لا أعتقد أنكم بنيتم قراركم على أسس حكيمة وسليمة، لأنكم لم تطرحوا البديل لمعالجة مشاكل المشردين وتوفير الظروف المواتية لاحتضانهم وإدخال الدفئ عليهم وإطعامهم.
أن توقفوا العمل الإنساني لمساندة المرضى وشراء الدواء لهم في غياب مسؤولية جهات متعددة فهذا الذي نستغرب له، إن الجمعيات التي انخرطت تعرفونها جيدا ،وتتابعون خطواتها وتعلمون علم اليقين أن لاعلاقة لها بالأحزاب السياسية ولا بأجندة خارجية، ونتساءل لماذا اتخذتم قرار وقف نشاط جمعية لالة خديجة، وهي التي تتكون من نساء مرضى متشبتات فقط بالأمل في الحياة ومتطلعات للقيام بعمل إنساني للفت نظر الجميع.
كان عليكم أن تكونوا أول المساندين والمؤطرين والمتابعين والمشجعين لكل نشاط يقمن به، فهلا راجعتم موقفكم وخرجتم بتوضيحات حول دوافع اتخاذكم لقرار المنع مادمتم تعرفون الشادة والفادة ،ولا يغيب عنكم أي شيئ.
ولكم واسع النظر، لأننا لانريد فتح نقاش ومن بعيد لتعكير صفو العلاقة التي جمعتكم مع جمعيات عدة ،في الوقت الذي تغضون الطرف عن الفساد الذي تعرفه المدينة في مجال التجزءات السكنية، والنصب ونهب أموال المنخرطين “على عينك أبنعدي” كما نقول بالمثل الشعبي المغربي.
