أسماء لا تنسى | الشهيد بلعيد لمزاوك..شهيد حرب الصحراء وشهيد الجيش المغربي
لحسن لمزاوك: ابن شهيد/مفقود
رأى النور سنة 1939 بتيداس منطقة حودران بإقليم الخميسات من أسرة تكن كرها منقطع النظير للمستعمر. و هو ما جعل منها أسرة وطنية مقاومة بامتياز . و هكذا انخرط إلى جانب أخيه الأكبر حمادي لمزاوك و زوج أخته عبد السلام لحفاري في صفوف فرقة حودران للمقاومة ضد المستعمر رغم حداثة سنه، حيث ساعده صغر سنه ذاك (14 سنة) بالقيام بمهام تمرير الرساءل بين الوطنيين و تخزين السلاح و إيصاله لأعضاء الفرقة وكذا إضرام النار في الفدادين الزراعية التي استولى عليها المستعمر و الخونة. غير أن مندوبية الكثيري لم تعترف له بأعماله الجبارة تلك و لم تمنحه صفة مقاوم بدعوى صغر السن بالرغم من شهادات أعضاء فرقته !!
تجربته تلك في صفوف المقاومة دفعت به إلى الإنخراط في صفوف الجيش المغربي سنة 1961 تحت رقم 2233. و كانت أول محطاته ثكنة طانطان. شارك في حرب الرمال سنة 1963 بمنطقة حاسي بيضة حيث أصيب برصاصة بأسفل قدمه. غير أن إصابته تلك لم تمنعه من الإستمرارية في الخدمة العسكرية حيث سيتم إلحاقه في سبعينيات القرن الماضي بثكنة تادلة. و مباشرة بعد المسيرة الخضراء سوف يتم إيفاده إلى منطقة أقا بالصحراء المغربية في مهمة حفظ النظام و التصدي للإنفصاليين.
في غشت من سنة 1980 تم إخبارنا باستشهاده بموقعة فم الحصن؛ و لم يمر على ذلك إلا وقت قليل حتى تم استدعاؤنا من طرف أركان الحرب العامة بالرباط و تم إخبارنا بفقدانه و ليس وفاته!!
و قد ظلت صفة “مفقود” تلازم كل الوثائق الخاصة به حتى حدود سنة 2001 حين أصدرت أركان الحرب العامة بلاغا تنعي فيه 601 مفقود دفعة واحدة ملتمسة من ذويهم الإلتحاق بباشوية تواركة لتسلم شهادة الوفاة و إعداد وثائق ملفات “المعاش”!
و كان رحمه الله عند استشهاده/ فقدانه عام 1980 قد ترك أسرة تتكون من أم و زوجة و خمسة أبناء كان معيلهم الوحيد.
تركت الأسرة لقدرها تصارع الصعاب و لاتزال؛ رغم محاولات عديدة للفت انتباه المسؤولين طمعا في التفاتة ما؛ لكن دون جدوى.
نحن الآن نقول أن كل تضحياتنا من أجل الوطن لم تكن من أجل الحصول على امتياز ريعي يوما ما؛ و إنما من أجل استمرارية نهج أسلافنا الوطنيين. لكن حب الوطن لن يمنعنا كمكفولي الأمة من المطالبة بإستعادة حقوقنا المغتصبة.