في الواجهةكتاب السفير

قصة هروب عبد الحميد شباط إلى تركيا

le patrice

السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري

لازلت أتذكر مشاركتي في إحدى الندوات التي نظمت في إسطنبول التركية، وشارك فيها العديد من مغاربة العالم ،الندوة ذاتها نظمت من جمعية انتهت ولم يعد لها وجود ،وانطفأ بريق زعيمها الذي كان يسكن آنذاك بإيطاليا ،لكنه غير الإقامة وانتقل لفرنسا ومنذ سنوات لم نعد نسمع عنه أي شيئ ،صديقنا كان ينحدر من فاس التي كان عمدتها حميد شباط، النقابي الذي كان يصول ويجول في التسعينيات.

تزامن انعقاد الندوة بزيارة هذا الأخير لمدينة إسطنبول ولانعلم سبب الزيارة ،هل هي زيارة عمل، قدتندرج تحت إطار توأمة فاس وهذه المدينة، المهم حضرة العمدة شرفنا ،وأعطيت له مايستحقه من عناية وتكريم في الفندق الذي كنا نقيم فيه وألقى كلمة في الحاضرين لم تتجاوز الثناء على المنظمين الذين وجهوا له الدعوة، وكنا نرغب آنذاك وفي إطار النبش، في التاريخ النقابي والسياسي والخرجات الإعلامية التي كان شباط قد خرج بها عندما اتهم عريس الشهداء بمشاركته في قتل بعض الزعماء الإستقلاليين في الشمال.

هذه الخرجات التي كانت خلقت ضجة داخل الكتلة الديمقراطية آنذاك ودفعت ببعض القيادات الإتحادية برفع دعوى قضائية ضده، كنت أود أن أستغل حضور حميد شباط لأنبش في هذا الملف، لكن المنظمين قطعوا الطريق علي ولم يسمحوا لا بالتعقيب على كلمة شباط ولا في النبش في الملفات، حتى يحافظوا على العلاقة التي كانت تربطهم بعمدة فاس والذي كان يدعم ملتقياتهم داخل فاس وخارجها.

أتذكر كذلك أن الندوة شارك، فيها إدريس أجبالي الذي كان آنذاك الرجل الثالث في مجلس الجالية، وكانت تربطني بالرجل قيما ومواقف مشتركة لكوني كنت منسقا، ونظمت اللقاء التشاوري في كوبنهاكن والذي كان قبل تأسيس مجلس الجالية.

في هذا الملتقى ألقى كلمة قوية وقيمة ولم يترك الفرصة ليعطي دروسا في التضامن بين مغاربة العالم، ليس هذا الذي أريد الحديث عنه ولكن أعود مرة أخرى للحديث عن شباط وعلاقته بتركيا والتي قرر الإقامة فيها، إن صحت الأخبار المتناقلة، فعلاقته بهذا البلد تعود لسنوات ،وربما زعيمنا الإستقلالي قد رتب منذ سنوات خطة الإقامة وشراء ممتلكات عن طريق تهريب المال كما هربته وزيرة الصحة الإستقلالية واشترت عقار بأفخم شوارع باريس الإليزي.

كان شباط يوم كان عمدة لفاس يمتلك شخصية قوية تهابه السلطة ولا أحد يتجرأ على تفتيشه، وهذا مجرد افتراض قد يكون صحيحا، المهم ،حضرة العمدة بعد أن طلقته السياسة وعاش في كآبة في فاس التي تربع على عرشها الإخواني إدريس اليزمي ،قرر الفرار لتركيا التي فتحت الباب أمام كل من أراد الحصول على جنسيتها، بشراء فيلا لا ينزل ثمنها عن 240 ألف يورو أي مايعادل 240 مليون سنتيم مغربية.

ولكي تقيم في تركيا لابد أن تلتزم بالشروط والتسهيلات التي وضعتها، أعتقد أن شباط قد استغل العلاقة التي كانت تربطه بالسياسيين الأتراك أيام كان عمدة لفاس وهرب ما يكفيه من أموال بنفس الطريقة التي هربت بها وزيرة الصحة الإستقلالية، وقرر الإستقرار والعيش في تركيا، وحتى تتوضح الأمور وصحة الهروب الغير الطبيعية، نتمنى للمشاكس العنيد شباط مقاما طيبا في بلده الثاني، وسيشتاق لامحالة لعاصمة القرويين فاس التي لن يعود إليها إلا في نعش ليدفن في إحدى مقابرها إن وجد مكانا بها.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى