السفير 24 | الدانمارك: ذ. البشير حيمري
أثار انتباهي فتح قوائم التسجيل للراغبات في العمل في حقول الفراولة الإسبانية. وكل المتتبعين لظاهرة الهجرة ومنظمات حقوق الإنسان، لازالوا مصدومين للإستغلال الجنسي الذي تعرضت له الكثير من النساء المغربيات السنة الماضية والضجة الكبيرة التي صاحبته ليس فقط على مستوى المغرب وإسبانيا وإنما أثير موضوع استغلال عاملات الفراولة من طرف جهات متعددة في الإتحاد الأروبي.
في الوقت الذي خرج فيه وزير الشغل بتصريحات ينفي فيه الإستغلال الجنسي للعاملات المغربيات .التحقيقات التي قامت بها الشرطة الإسبانية أكدت، وجود تجاوزات واستغلال جنسي. وهي صفعة قوية للحكومة المغربية التي كذبت على لسان وزير الشغل.
الآن وقد تم فتح التسجيل للراغبات في العمل في الحقول الإسبانية وفي ظروف مزرية. هل عملت الحكومة المغربية على حفظ كرامة العاملات اللواتي تعرضن للإستغلال الجنسي؟ ووفق أي شروط جديدة سيتم إرسال قوافل النساء المغربيات اللواتي أصبحن عرضة للإبتزاز داخليا وخارجيا ؟ هل الحكومة المغربية قادرة على عقد اتفاقية مع إسبانيا تحفظ كرامة المرأة المغربية التي تعرضت السنة الماضية للإهانة والإستغلال الجنسي البشع ؟ أم تحاول فقط امتصاص الغضب الشعبي والإحتجاجات بسبب تدهور القدرة الشرائية وغياب فرص العمل ؟ وهل الحكومة قادرة على ضمان عودة العاملات بعد انتهاء العقد ،أم ستستغل النساء المغربيات الفرصة للحريق في اتجاه دول أخرى والعيش بطرق غير شرعية في ظروف إنسانية صعبة؟.
حملة التسجيل التي بدأت في العديد من مدن المنطقة الشرقية والتي واكبتها حملة إعلانات، تشم منها رغبة الحكومة في تعميق مشكل عاملات الفراولة في الحقول الإسبانية لأني واثق أن عقلية الإسباني لن تتغير وأن استمرارهم في ابتزاز العاملات سيتواصل ،وأن الحكومة المغربية لن نستطيع حمايتهم في إسبانيا ،وأن وزير التشغيل عاجز عن تدبير هذا الملف، وبالتالي فإن المؤسستين التشريعيتين مطالبتين بمناقشة هذا الملف قبل أن تشد أفواج من النساء المغربيات إلى الجنوب الإسباني ويتعرضن لنفس الممارسات.
