سياسةفي الواجهة

الجزائر ترفض استقبال “الحراقة” وتتحفظ على اتفاق مراكش

le patrice

السفير 24 | الجزائر: آسيا قريب

رافعت الجزائر بشراسة عن سياستها في مواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية خلال أشغال المؤتمر الدولي للأمم المتحدة “لاعتماد الميثاق العالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة”، الذي احتضنته مدينة مراكش المغربية بمشاركة قرابة 164 دولة.

من جهته انتقد وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي ممثل الرئيس الجزائري بوتفليقة مضمون اتفاق مراكش الدولي المتعلق بالهجرات الآمنة، وتحفظت على جانب كبير من بنوده أهمها عدم التمييز بين المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين، واعتبرت أن عدم التمييز بين هاتين الفئتين من المهاجرين لا يخدم أبدا المساعي الجزائرية في محاربة الهجرة غير الشرعية المبنية أساسا على تسيير النزاعات المسلحة والأزمات السياسية والمجاعة واستبعاد كل أشكال الاستغلال لملف الهجرة بهدف التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مؤكدة رفضها تسهيل وتأمين تنقل “الحراقة”.

كما وجه المتحدث سلسلة من الملاحظات التي حملت طابع الانتقاد للاتفاق الدولي المتعلق بتأمين تنقل “الحراقة” وقال صراحة إنه لم يتضمن الإجراءات العملية المتعلقة بالوقاية وتسيير النزاعات المسلحة والأزمات السياسية والمجاعة والجفاف، مؤكدا أنه من غير المجدي معالجة آثار الهجرة غير الشرعية دون مجابهة واستئصال الأسباب الحقيقية لها.

وأشار بدوي، في منشور له على صفحته على “الفايسبوك” إلى أن نص الاتفاق راعى مبدأ احترام سيادة الدول والطابع الملزم قانونا لهذا الاتفاق، إلا أنه يفتقر إلى آليات تنفيذه ومتابعته التي يجب أن تكون بحسب وجهة نظر الجزائر، إرادية وتدريجية ومحل موافقة مسبقة من قبل الدول مع الأخذ بعين الاعتبار الواقع الخاص للهجرة في كل بلد وإمكانيته مع استبعاد كل أشكال الاستغلال لملف الهجرة بهدف التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

ودافع بدوي، عن موقف الجزائر وترحيلها للمهاجرين غير الشرعيين، مؤكدا أن جهودا معتبرة بذلتها فيما يخص استقبال المهاجرين في أحسن الظروف والتكفل التام بالرعاية الصحية لهم وبترحيل غير الشرعيين منهم بالتوافق مع بلدانهم الأصلية في ظل احترام حقوقهم وكرامتهم الإنسانية، تماشيا مع التزاماتها الدولية، مشيرا إلى أن الجزائر تشهد تحديات غير مسبوقة ولأنها معنية بصورة مباشرة بإشكالية الهجرة شاركت في مسار المشاورات غير الرسمية والمفاوضات ما بين الحكومات لاعتماد الاتفاق الدولي لهجرات أمنة ومنظمة وعيا منها بالأهمية التي تكتسيها حوكمة هذه الظاهرة.

وأضاف أن الجزائر تتبنى أهداف هذا الاتفاق التي تصبو إلى مكافحة المشاكل الهيكلية التي تدفع بالأشخاص إلى مغادرة بلدانهم الأصلية والآثار السلبية للتغيرات المناخية وتدهور البيئة كما أنها تتفق مع الأهداف الرامية إلى إنقاذ الأرواح البشرية وتعزيز آليات المكافحة الدولية ضد تهريب المهاجرين والقضاء على الاتجار بالأشخاص ومكافحة كل أشكال التمييز والعنصرية.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى