أقلام حرة

الإعصار يقترب من الرياض

le patrice

السفير 24 | الدنمارك: ذ.حيمري البشير

تصريحات وزير الخارجية السعودي باستحالة تسليم القتلة، والإمتناع عن الكشف بمكان الجثة ،هو دليل قاطع أن الكومندو لم يطبق سوى التعليمات الواردة من محمد بن سلمان. إذا استمرار السعودية في التماطل، ومغازلة أردوغان بعودة العلاقات لسابق عهدها والوعود باستثمارات كبرى سيكون سوى رشوة، للسكوت عن الجريمة البشعة التي أمر بها الأمير محمد بن سلمان.

مأزق حقيقي يعيشه النظام السعودي، الولايات المتحدة تمارس ضغوطا كبيرة كذلك على السعودية ،والسفير السعودي الذي ليس إلا شقيق محمد بن سلمان طولب من البيت الأبيض بتفاصيل الجريمة فغادر إلى الرياض على أساس العودة بعد أسبوع ،لكنه مدد بقاءه في الرياض في غياب معلومات .تركيا تطالب من جديد على لسان رئيسها بالكشف عن جثة خاشقجي، ويؤكد أن تركيا تمتلك معطيات عن الجريمة ،ولكنها تنتظر السعودية للكشف عنها. هل هي ضغوط لها أهداف محددة ،قد تكون بالدرجة الأولى اقتصادية، وقد حصل على وعود باستثمارات تفوق 100مليار دولار ولكنه يبدو هذا غير كاف ويسعى للمزيد ،تصريحات ولي العهد السعودي في افتتاح ندوة الإستثمار اتجاه الرئيس التركي شخصيا إيحاء واضح بتورط ولي العهد في مقتل خاشقجي فهو يعول على الرئيس التركي في إخفاء مسؤوليته في الجريمة وإلباسها للكومندو، وموقف ولي العهد السعودي نشم منه رائحة التحدي لترامب الذي يستمر في ضغوطه لابتزاز النظام السعودي، بحيث أصبح يطالب علانية بإزاحة محمد بن سلمان من ولاية العهد.

السعودية تستمر في إخفاء جثة خاشقجي وتمتنع على لسان وزير خارجتها بتسليم المتهمون الثمانية عشر، خشية انتزاع المحققون الأتراك أو الدوليون المسؤول الأول عن الجريمة البشعة، يبدو أن قصة الإغتيال، منذ وقوعها لم يكن فيها وضوح من جميع الأطراف، غياب خطيبة خاشقجي من مسرح الجريمة كشاهد على عدم خروج القتيل من السفارة، ومغادرة الكومندو، القنصلية أمام أعينها، ثم كشف المعطيات الأولى عن اختفاء خاشقجي وعدم خروجه وعند مطالبة السلطات الأمنية بالكشف عن مصيره، السعودية تخرج ببلاغ تؤكد خروجه من السفارة ولم تستطع تأكيد ذلك بتسجيلات الكاميرات، وتدعي أنها لاتسجل ،وهي مجرد مغالطات.

ثم مغادرة القنصل الأراضي التركية. واستمرارها في الإمتناع عن التعاون الأمني للكشف عن مصير الصحفي جمال، كلها دلائل على تورطها في جريمة ارتكبت داخل السفارة ،ثم عندما تخرج الأجهزة الأمنية ببعض الحقائق، تخرج السعودية ببيان تؤكد فيه وفاة المواطن جمال خاشقجي في شجار حصل بينه وبين الكومدو، لكن يستمرون في إخفاء مكان الجثة، ويقولون بأنها سلمت لمتعاون ولا يريدون مرة أخرى ذكر إسمه أو تسليم السلطات الأمنية معلومات عنه. وكل ذلك سوى لإخفاء بشاعة الجريمة المرتكبة من طرف الفريق الذي تكلف بالمهمة والذين لم يكونوا سوى قتلة تناولوا الخمر وهم في طريقهم حسب أقوال السائق الذي قادهم للمطار.. إذا كان الكومندو ارتكب جريمة بشعة في حق صحفي عاش فترة ما من حياته قريبا من القصر فكم ستكون مجازرهم داخل السعودية.

إن النظام في السعودية في ورطة حقيقية والرئيس التركي مستمر في المطالبة بالكشف عن الحقيقة ،هل سيفضل الحلول التي اقترحها عليه الملك سلمان برفع الحصار عن قطر والقيام باستثمارات تتجاوز 100 مليار من طرف السعودية ليس إلا لطمس الحقائق المرتبطة باغتيال جمال خاشقجي، أم سيستمر الرئيس التركي في محاسبة المجرم الحقيقي الذي أعطى الأوامر بقتل جمال خاشقجي، الأيام القادمة ستكشف نزاهة وجدية الرئيس التركي في الكشف عن الحقيقة في وفاة جمال خاشقجي، وبهذا الموقف ستسترجع تركيا قوتها وهبتها بعد المؤامرة التي استهدفتها من طرف كل من السعودية والإمارات بعد وقوفها إلى جانب قطر، وبالتالي يبدو أن تركيا أصبحت تلعب دورا في منطقة الشرق الأوسط وقادرة على سحب البساط من الولايات المتحدة بتحالفات جديدة وبالخصوص مع روسيا.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى