
السفير 24
شهدت الساحة الرقمية المغربية في الآونة الأخيرة بروزًا لافتًا لجيل جديد من الناشطين، يُعرف إعلاميًا بـ“جيل Z”، الذين اتخذوا من المنصات الإلكترونية فضاءً للتعبير عن آرائهم والدعوة إلى إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية شاملة.
هذا الحراك الرقمي المتصاعد أثار موجة من النقاش داخل الأوساط النضالية التقليدية، التي وجدت نفسها أمام جيل مختلف في أدواته وخطابه ورؤيته للعمل العام.
فعدد من الوجوه التي تنتمي إلى ما يمكن وصفه بـ“جيل النضال الكلاسيكي” ـ من أبرزهم فؤاد عبد المومني والمعطي منجب ـ اعتبروا أن هذا التحول الرقمي يمثل نقلة نوعية في أساليب التعبئة والتأثير. غير أن البعض يرى في تحركهم الأخير محاولة لاستعادة المبادرة السياسية والإعلامية بعد أن فقدوا جزءًا من تأثيرهم الميداني خلال السنوات الماضية.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن مجموعة من الأسماء المعروفة في الساحة الحقوقية والإعلامية، من أجيال مختلفة، قد انخرطت في نقاشات مغلقة حول مستقبل العمل النضالي في السياق الرقمي الجديد. الهدف من هذه اللقاءات، حسب نفس المصادر، هو إعادة تشكيل آليات التنسيق والتواصل، عبر فضاءات إلكترونية مغلقة تحاكي دينامية “جيل Z” في التعبئة الرقمية والتأثير الافتراضي.
وفي هذا الإطار، جرى الحديث عن إطلاق منصة رقمية جديدة تحمل اسم رمزي “Dix-cordes”، يُراد لها أن تكون فضاءً للتفاعل بين من يوصفون بـ“الفاعلين الجدد في المعارضة الرقمية”.
هذه المنصة، وفق ما يُروج له، ستجمع ناشطين من خلفيات مختلفة لتبادل الأفكار حول قضايا الديمقراطية، حرية التعبير، والعدالة الاجتماعية، مع الاعتماد على وسائل تواصل مشفرة لضمان السرية والأمن المعلوماتي.
ويُتداول أن المنصة تضم عشرة أعضاء أساسيين يمثلون أجيالًا وتيارات فكرية متعددة، بينهم صحفيون وحقوقيون معروفون، لكل واحد منهم دور محدد في إدارة النقاشات الرقمية وتنظيم الحملات الافتراضية.
غير أن تفاصيل تركيبة هذه المجموعة وأهدافها الدقيقة ما تزال غير واضحة، خصوصًا في ظل الغموض الذي يلف طبيعة نشاطها وحدود تأثيرها الفعلي في المشهد العام.
ويرى مراقبون أن هذه المبادرات تعكس من جهة رغبة بعض رموز النضال القديم في التأقلم مع التحولات التي فرضها الفضاء الرقمي، ومن جهة أخرى، تعبيرًا عن تنافس خفي بين أجيال متعددة داخل المشهد الحقوقي والإعلامي المغربي حول من يمتلك شرعية قيادة التغيير في المرحلة الراهنة.
ومن المنتظر أن تشهد الأسابيع المقبلة ظهور هذه المنصة إلى العلن من خلال تنظيم لقاء تواصلي أو ندوة إعلامية تحت عنوان “لماذا تنجح الثورات في العالم وتتعثر في المغرب”، وهو حدث يثير منذ الآن اهتمام المتتبعين لما قد يحمله من مواقف ورسائل سياسية جديدة.



