
السفير 2- ذ. حيمري البشير ، الدنمارك
روسيا، الدولة الدائمة العضوية في مجلس الأمن، تنضم بدورها إلى قافلة الدول التي تساند مشروع الحكم الذاتي كحل لإنهاء الصراع في المنطقة.
موقف روسيا الجديد جاء على لسان وزير خارجيتها رداً على سؤال طرحته إحدى مبعوثات النظام الجزائري خلال الندوة الصحفية، وكان هدفها الحصول على سبق صحفي من تصريحات وزير الخارجية الروسي لقلب الموازين بعد اصطفاف الدول الكبرى الدائمة العضوية لموقف الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا المساند لمشروع الحكم الذاتي كحل لإنهاء الصراع.
الجزائر التي كانت تعول على روسيا لاتخاذ موقف يدعو إلى إجراء استفتاء للوصول إلى حل، تبخر حلمها بخروج وزير الخارجية الروسي في ندوة صحفية بموقف لا يختلف عن الموقف الذي اتخذته الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وبذلك يتبخر حلم الجزائر التي كانت تنتظر موقفاً روسياً يساند أطروحتها.
صفعة جديدة يتلقاها النظام في الجزائر، سيترتب عنها آثار سلبية من دون شك، وستزداد الدول المناهضة للموقف الجزائري. وفي الإطار نفسه، تم طرد مرتزقة البوليساريو من عضوية إحدى المنظمات الإفريقية، ليزداد فشل الجزائر وصنيعتها البوليساريو على مستوى اللقاءات والمؤتمرات التي تُعقد في إطار المنظمات الإفريقية والعربية.
انضمام روسيا إلى باقي الدول الكبرى المساندة لمشروع الحكم الذاتي يُعتبر انتصاراً للموقف المغربي الداعي إلى هذا المشروع لإنهاء الصراع الذي أنفقت عليه الجزائر الملايير، حسب اعتراف رئيسها. إن اصطفاف روسيا، البلد الحليف للجزائر، إلى قائمة الدول المساندة لمشروع الحكم الذاتي يُعتبر صفعة للنظام في الجزائر الذي صرف أموالاً طائلة لخلق دويلة جنوب المغرب ولزعزعة استقراره لأكثر من خمسين سنة.
إن انضمام روسيا إلى قافلة الدول التي تساند مشروع الحكم الذاتي كحل لإنهاء الصراع في المنطقة سيعجّل بلا شك بحل هذه القضية، وسينهي أحلام النظام الجزائري الذي كان يحلم بمنفذ على المحيط الأطلسي.
الموقف الروسي الجديد بخر أحلام النظام القائم في الجزائر وأحلام البوليساريو، وبذلك سيدخل النظام الجزائري بعد هذا الموقف منعرجاً سيزيد من حدة الاحتقان الداخلي. وبالمقابل، فإن الموقف الروسي الجديد الذي يدعم مشروع الحكم الذاتي يُعتبر انتصاراً للدبلوماسية المغربية، ومن دون شك سيعزز الاستقرار في الأقاليم الجنوبية التي تعرف تنمية وتطوراً يشهد به العدو قبل الصديق.
إننا واثقون أن الموقف الروسي المدعم لمشروع الحكم الذاتي سيدعم الاستقرار في هذه الأقاليم الجنوبية، في الوقت الذي سيزداد فيه التوتر في المخيمات التي تعرف انتفاضات رغبةً في الالتحاق بالوطن. أما الجزائر، التي ناورت ضد المغرب لسنين، فستجد نفسها في مأزق بسبب الاحتقان الداخلي الذي تعيشه نتيجة الغلاء.
المغرب، ملكاً وحكومةً وشعباً، سيبقى مادّاً يده لطي صفحة الصراع، لبناء مغرب عربي موحد قائم على التعاون والتكامل الاقتصادي بين دول المغرب العربي الكبير. هذا حلم سيتحقق يوماً ما، وسنطوي به صفحة الصراع التي دامت أكثر من خمسين سنة.



