السفير 24
يشهد السوق الدوائي المغربي منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر نقصًا واضحًا في توفر دوائي Tiorfan gélules pour adultes وPanadol Extra gélules، مما أثار قلق المواطنين والصيادلة على حد سواء، وطرح تساؤلات مشروعة حول الأسباب الكامنة وراء هذا الاختفاء المطول، وكذا حول غياب التوضيح الرسمي من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية.
وحسب مصادر خاصة لـ”السفير 24″، فإن أسباب اختفاء هذين الدواءين الحيويين تعود بالأساس إلى اضطرابات متتالية في سلسلة التوريد العالمية، إضافة إلى ندرة المواد الأولية المستعملة في تصنيعهما.
كما أوضحت المصادر ذاتها أن السوق الوطني يعتمد بشكل كبير على عدد محدود من الموردين، ما يجعل أي خلل في عملية الاستيراد أو الإنتاج ينعكس مباشرة على توفر الدواء في الصيدليات.
وأضافت المصادر أن غياب رؤية استباقية لدى الوزارة الوصية في تدبير مخزون الأدوية الأساسية ساهم في تفاقم الوضع، مشيرة إلى أن الصيادلة يجدون أنفسهم يوميًا أمام أسئلة المواطنين دون إجابات واضحة، خصوصًا في ظل غياب أي بلاغ رسمي يوضح أسباب النقص أو يحدد آجالًا تقريبية لتزويد الصيدليات.
وأكدت المصادر الصحية نفسها لـ”السفير 24″ أن استمرار هذا النقص يشكل خطرًا على صحة المواطنين، خاصة الفئات الهشة مثل الأطفال وكبار السن والمرضى المزمنين الذين يعتمدون على هذه الأدوية في علاج حالاتهم اليومية.
كما شددت على أن غياب بدائل فعالة يزيد من احتمالية لجوء بعض المرضى إلى اقتناء أدوية مجهولة المصدر، بما يحمله ذلك من مخاطر صحية جسيمة.
وفي المقابل، يرى مهنيون في القطاع أن معالجة الأزمة تقتضي تفعيل دور المراقبة والتنسيق داخل الوزارة بشكل أكثر دينامية، مع ضرورة اعتماد خطة وطنية لتأمين الأدوية الأساسية، وضمان توفرها في السوق بصفة دائمة، تفاديًا لتكرار مثل هذه الأزمات.
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح اليوم: إلى متى سيستمر اختفاء أدوية أساسية مثل Tiorfan gélules pour adultes وPanadol Extra gélules من رفوف الصيدليات؟ وأين دور وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تحت إشراف أمين التهراوي، في حماية حق المواطن في العلاج وضمان استقرار السوق الدوائي الوطني؟
