البرلمانسياسةفي الواجهة

الرباط تحتضن اجتماعات الاتحاد البرلماني الإفريقي: دعوة لتكريس السيادة والتنمية العادلة في القارة

الرباط تحتضن اجتماعات الاتحاد البرلماني الإفريقي: دعوة لتكريس السيادة والتنمية العادلة في القارة

le patrice

السفير 24

استقبل مجلس النواب المغربي، يومي 21 و22 ماي، أشغال الدورة الثالثة والثمانين للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الإفريقي، في أجواء إفريقية تعكس روح التعاون والتضامن بين برلمانات القارة. ويأتي هذا اللقاء التحضيري للمؤتمر السنوي للاتحاد، المرتقب عقده في كينشاسا نهاية السنة الجارية، في ظرفية إقليمية ودولية دقيقة، تتزايد فيها التحديات التي تواجه القارة الإفريقية على مختلف المستويات.

وفي كلمة افتتاحية، رحّب رئيس مجلس النواب المغربي بأعضاء اللجنة التنفيذية، معرباً عن اعتزاز المملكة المغربية باستضافة هذه الدورة، ومؤكداً على أن هذه الاجتماعات تتجاوز طابعها التنظيمي إلى أبعاد سياسية عميقة، تتعلق بمستقبل التعاون البرلماني الإفريقي، وبالتحضير الجيد للمؤتمر المقبل.

وأشار المتحدث إلى أهمية اللحظة التي تعيشها إفريقيا، وضرورة أن يكون المؤتمر المقبل منبراً حقيقياً لمناقشة قضايا السيادة والتنمية المستدامة، باعتبارها من الرهانات الكبرى التي تواجه شعوب القارة، لافتاً إلى أن ضعف السيادة في أبعادها المختلفة – الترابية، والغذائية، والطاقية، والدوائية – هو أحد أبرز أسباب النزاعات، والهشاشة، وتراجع الاستقرار.

كما أكد على أهمية احترام سيادة الدول الإفريقية ووحدة أراضيها، مشيراً إلى أن التدخلات الخارجية والصراعات العابرة للحدود تُشكل خطراً حقيقياً على مستقبل التنمية في القارة. ودعا إلى الالتزام بالمبادئ الدولية، وحسن الجوار، والتضامن الإفريقي الحقيقي.

ومن بين المواضيع التي حظيت باهتمام خاص خلال هذا الاجتماع، ملف الانتقال الطاقي في إفريقيا، حيث شدد رئيس البرلمان المغربي على أن القارة تمتلك إمكانات هائلة في مجال الطاقة المتجددة، إلا أنها في حاجة ماسة إلى استثمارات، وتكنولوجيا، وشراكات دولية، من أجل تحويل هذه الموارد إلى فرص تنموية حقيقية تُمكن الأفارقة من العيش الكريم وتعزز الأمن الطاقي.

كما تناول الخطاب موضوع الذكاء الاصطناعي، الذي سيُطرح بدوره في مؤتمر كينشاسا، مشدداً على ضرورة تملك إفريقيا لهذه التكنولوجيا وعدم تكرار سيناريو التأخر الذي عرفته القارة مع الثورتين الصناعية والرقمية. وأبرز أهمية إدراج هذا الملف من زوايا الحكامة، والأخلاقيات، وتمكين القارة من التكنولوجيا والمعرفة الضرورية.

وأكد المسؤول المغربي أن القارة الإفريقية بحاجة إلى مشاريع مهيكلة عابرة للحدود، لتعزيز الاندماج والتنمية المشتركة، مشيداً بالمبادرات التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، ومنها: مبادرة البلدان الإفريقية الأطلسية، مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، ومبادرة تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، وهي مشاريع استراتيجية تروم تعزيز الأمن والتنمية في القارة وفق مقاربة جنوب-جنوب.

وفي ختام كلمته، نوّه رئيس مجلس النواب المغربي بعمل الأمانة العامة للاتحاد، وبالقيادة الجديدة برئاسة السيد علي كولوتو تشايمي، معبراً عن أمله في أن تُكلل أشغال هذه الدورة بالنجاح، وأن تُشكل خطوة متقدمة نحو مؤتمر إفريقي ناجح، يعكس تطلعات الشعوب ويعزز موقع الاتحاد البرلماني الإفريقي كإطار مؤسساتي فاعل ومؤثر.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى