الأستاذ الشرقاوي: الجزائر تبالغ في الاحتفال بانتصار إداري محدود
الأستاذ الشرقاوي: الجزائر تبالغ في الاحتفال بانتصار إداري محدود

السفير 24
أثار انتخاب المرشحة الجزائرية سلمى مليكة حدادي نائبة لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موجة احتفالات واسعة في الجزائر، مما دفع المحلل السياسي والأستاذ الجامعي بكلية الحقوق بالمحمدية عمر الشرقاوي إلى تحليل أبعاد هذا الحدث في تدوينة مطولة، مؤكدًا أن الفرحة الجزائرية يجب أن تُفهم في سياقها الصحيح.
وأوضح الأستاذ الشرقاوي أن الجزائر لها الحق في الاحتفال بهذا “الانتصار”، ولكن من واجب المغاربة مساعدتها على استعادة الشعور بالفرح بعد سلسلة الهزائم التي منيت بها دبلوماسيتها منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي عام 2017.
وأكد أن هذا الفوز الإداري لا ينبغي أن يُفسَّر على أنه مكسب استراتيجي أو اعتراف إفريقي بمزاعم الانفصال، مشددًا على أن المغرب لا يزال مسيطرًا على مفاصل هامة داخل الاتحاد الإفريقي، حيث يشغل ثالث أعلى منصب في المفوضية الإفريقية، بالإضافة إلى تمركز 30 مسؤولًا مغربيًا داخل أجهزة الاتحاد.
وأضاف أن الجزائر عانت للوصول إلى هذا المنصب، حيث خاضت ست جولات انتخابية صعبة، واستغلت غياب ست دول إفريقية عن التصويت، مما حرم المغرب من دعم كان سيؤثر على النتائج. كما أنها اعتمدت على خطاب تخويف الدول الإفريقية من النفوذ المغربي المتزايد داخل الاتحاد.
وأشار الشرقاوي إلى أن الجزائر لم تتمكن من تمرير أي قرار دبلوماسي ضد المغرب خلال القمة الإفريقية، وهو ما جعلها تبحث عن أي مكسب، حتى وإن كان إداريًا، لتقديمه كإنجاز.
وختم الأستاذ عمر الشرقاوي بالقول، إن الاحتفال الجزائري هو مجرد تضخيم لنصر محدود لا يغير شيئًا في الواقع الجيوسياسي داخل الاتحاد الإفريقي.