في الواجهةكتاب السفير

نفق السيد “حسن نصر الله” أم استشهد؟

نفق السيد "حسن نصر الله" أم استشهد؟

le patrice

السفير 24 – نورالدين زاوش

لو كان في مقدوري أن أُخَدِّر الجزء من دماغي المسؤول عن حفظ الذكريات المروعة للشعب السوري، وهم يأكلون الديدان والحشائش والقطط، وأحيانا يأكلون الثرى، على إثر أبشع حصار حدث في القرن الواحد والعشرين على الإطلاق، والذي نفَّذه “أشاوس” حزب الله على مدن سورية كأمثال “مضيا” و”القصير” وريف “دمشق” وريف “إدلب” وغيرها، حتى مات مئات الأطفال والنساء والشيوخ جوعا وعطشا وقهرا، لربما كنت قد عزّيت في مقتل السيد “حسن نصر الله” مثلما عزاه حزب العدالة والتنمية؛ لكني، للأسف الشديد، شخص حرمه الله تعالى القدرة على التخدير مثلما أنعم بها على بنكيران وصحبه.

ولو كان بإمكاني أن أزيل من بين ناظري مشهد الطفل الذي وعد السوريين وهو يحتضر بأنه سيخبر الله بكل شيء، ومشهد الطفلة التي تمنت أن تموت حتى تجد الخبز في الجنة، في الوقت الذي كان فيه “أشاوس” حزب الله يلقون عليها وعلى أهلها وجيرانها البراميل المتفجرة بشكل عشوائي، لربما كنت قد انتحبت لمقتل السيد “نصر الله” مثلما انتحب بطلنا “المهداوي”، عظم الله أجره في مقتل سيده؛ لكني، للأسف الشديد، شخص حرمه الله تعالى نعمة النسيان وذاكرة الجرذان.

ولو استطعت أن أُزَوِّر التاريخ الأسود “لحزب الله” في محاولته لتقسيم المملكة المغربية الشريفة، وفي تكوينه لمنظمة البوليساريو الإرهابية وتدريبها وتسليحها، حتى قامت بعمليتها الإرهابية المتمثلة في قصف مدينة السمارة، والتي استشهد على إثرها مواطن مغربي، لكنت ربما أبديتُ بعض الحزن والامتعاض على مقتل رئيس هذه الميلشيات، التي لم ير منها المغرب إلا كل شر.

وبينما اتفق العالم الإسلامي على أن السيد “حسن نصر الله” قد قُتل على يد العدوان الإسرائيلي الغاشم، ظل الناس منقسمين بين من يقول بأنه استشهد ومن يُقْسم على أنه نفق؛ أما موقفي الشخصي الذي يُلْزمني ولا يلزم أحدا غيري هو أن الله تعالى، الذي يعلم خائنة الأنفس وما تخفي الصدور، وحده من يعلم مصيره ومآله؛ ومن يدر، فرغم أن حزب الله قد قتل عشرات الآلاف من الأبرياء وربما مئات الآلاف، في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وهو ما يفوق ما قتلت إسرائيل من العرب كافة منذ يوم نشأتها، فلعل الله تعالى قد غفر له كل ذلك بقصفه للعامود الذي كانت إسرائيل من خلاله تتجسس عليه، وباستهدافه للحديقة الخلفية لقاعدة عسكرية إسرائيلية؛ وعلى الرغم من أنه لم يتمكن بذلك من قتل ذبابة أو بعوضة؛ لكن الأهم من ذلك كله هو النية الصالحة، ولكل امرئ ما نوى.

عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى