سياسةفي الواجهة

تحليل: بقاء بيدرو سانشيز في السلطة .. تلبية لتطلعات المغرب وتبخر آمال الجزائر

تحليل: بقاء بيدرو سانشيز في السلطة .. تلبية لتطلعات المغرب وتبخر آمال الجزائر

isjc

السفير 24

خلال الانتخابات الإسبانية في يوليو 2023، كان المغاربة والجزائريون يترقبون نتائج المنافسة التي جمعت بين ألبيرتو نونييز فييخو، زعيم الحزب الشعبي المحافظ، وبيدرو سانشيز، زعيم الحزب العمالي الاشتراكي، بسبب القضية الصحراوية.

في حين كان المغرب يأمل في استمرار سانشيز في السلطة نظرًا لدعمه لسيادة المغرب على الصحراء والحكم الذاتي المقترح من الرباط لحل النزاع، كانت الجزائر تتمنى هزيمة سانشيز وصعود فييخو، زعيم الحزب الشعبي المحافظ، لأن ذلك قد يؤدي إلى تغيير موقف مدريد تجاه الصحراء، كما كان يعتقد ويأكل الكير من الجزائريين الغاضبين من اعتراف اسبانيا بسيادة المغرب على الأقاليم الصحراوية.

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ورئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش في صورة تذكارية قبل التوقيع على الاتفاقيات الثنائية، خلال الدورة الثانية عشرة للاجتماع المغربي الإسباني الرفيع المستوى، بالرباط، المغرب، الخميس 2 فبراير 2023.

آمال جزائرية برحيل سانشيز وقدوم اليمين

في مقال نشره صحفي جزائري في صحيفة الشروق في 25 فبراير، تم التنبؤ بأن التقارب بين المغرب وإسبانيا قد يواجه تحديات جديدة إذا قرر رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، التنحي ومنذ إعلان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في 24 أبريل 2024، عن تفكيره في التنحي بسبب فتح تحقيق ضد زوجته بتهمة استغلال النفوذ والفساد، تجدد اهتمام المغرب والجزائر بمستقبل سانشيز. وصفت صحيفة “الصحيفة” المغربية في عنوانها تراجع سانشيز عن الاستقالة بأنه “نبأ جيد للرباط”.

ووفقًا للصحيفة المغربية، يعود السبب في ذلك إلى الخطوات الإيجابية التي اتخذها سانشيز في العلاقات مع المغرب، ودعمه لمبادرة الحكم الذاتي لحل النزاع في الصحراء. وقد عزز سانشيز العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد في مجالات متعددة. واستضافت العاصمة الإسبانية مدريد في 16 أبريل الحالي، المنتدى المغربي-الإسباني للاستثمار، الذي يهدف إلى استكشاف أفضل الفرص الاستثمارية في المناطق المغربية، بما في ذلك منطقة الداخلة. ومن المرتقب أن يعزز استضافة “كأس العالم 2030” من طرف المغرب واسبانيا والبرتغال من فرص إسبانيا والمغرب في تعزيز التعاون الاقتصادي مع المغرب بما في ذلك الأقاليم الصحراوية. وتطمح مدريد لتتصدر الاستثمارات في جارتها الجنوبية.

رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد، على اليسار، يلقي كلمته بينما يتابعه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز خلال لقاء مع ممثلي الأعمال الإسبانيين والجزائريين، الخميس 8 أكتوبر 2020 في الجزائر العاصمة.

غضب جزائري من دعم مدريد سيادة الرباط على الصحراء

ويسبب قرارات ييدرو سانشيز، ورغم أن الجزائر تقول إنها لبست طرفا في النزاع حول الصحراء، لكتها استدعت سفيرها في مدريد في مارس 2022 احتجاجًا على تغيير موقف إسبانيا لصالح مبادرة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية، وهي منطقة صراع بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر. ووصف الصحفي الجزائري محمد مسلم في مقاله بصحيفة الشروق بتاريخ 25 فبراير بأن سانشيز “يدمر نفق العلاقات الجزائرية الاسبانية”.

في 29 فبراير 2024، نقلت صحيفة “الإندبندنتي” عن مصادر جزائرية أن الزعماء السياسيين الجزائريين يشعرون بأن حكومة سانشيز خدعتهم وأن إسبانيا عادت إلى دعم الموقف المغربي بشأن الصحراء . يرى العديد من السياسيين والصحفيين الجزائريين أن موقف مدريد من الصحراء سيتغير برحيل سانشيز.

سانشيز يعطي الأولوية للرباط على الجزائر

وفي هذا السياق، كتب الصحفي الجزائري محمد مسلم أن الانتخابات التشريعية المبكرة قد تصبح واقعية، وهذا يفتح المجال لخسارة النظام المغربي، الذي كان يعتمد عليه في قضية الصحراء. وكتبت محمد سالم في 10 مارس أن “الطرف الجزائري أعلن في أكثر من مناسبة أن عودة العلاقات مع إسبانيا سوف لن تكون مع حكومة يقودها بيدرو سانشيز، وهي قناعة ترسخت لدى صانع القرار في الجزائر”.

ولكن خبراء مغاربة وإسبان يستبعدون تغير مواقف مدريد تجاه ملف الصحراء حتى في حال فوز اليمين بالسلطة، مشيرين إلى أولوية إسبانيا للعلاقات مع المغرب على حساب الجزائر، نظرًا للعوامل الاقتصادية والأمنية.

وعلى ما يبدو فالجزائر أدركت أن القطيعة مع اسبانيا لدفعها إلى تغيير مواقفها لن تؤت ثمارها. فلمدة عشرين شهرًا فشلت محاولات النظام الجزائري في ذلك من خلال استخدام قدراته في مجال الطاقة مثل الغاز، أو عبر تعليق المبادلات التجارية.

ومؤخرا أعلنت وزارة النقل الجزائرية عن استئناف الرحلات الجوية بين العاصمة الجزائرية ومدريد، حيث ستتم الرحلات بمعدل رحلتين أسبوعيًا. جاء هذا الإعلان بعد اجتماع السفير الإسباني مع مجلس تجديد الاقتصاد وجمعية أرباب العمل الجزائريين.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى