طنجة: الإبتكار المقاولاتي في خدمة القفطان المغربي
طنجة: الإبتكار المقاولاتي في خدمة القفطان المغربي
السفير 24 – فكري ولد علي
أسدل الستار، أخيرا، بمدينة طنجة على فعاليات معرض القفطان المغربي الذي أقيم ضمن المرحلة الرابعة لبرنامج الإبتكار المقاولاتي المصمم من طرف مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات بهدف تنمية روح المبادرة لدى المتدربين الشباب في مؤسسات التكوين المهني، من خلال مقاربة التعلم بالممارسة
وكانت فعاليات هذا المعرض، التي دامت ثلاثة أيام، فرصة أمام الزائرين المغاربة والأجانب (بريطانيا،المانيا امريكا، اسبانيا، فرنسا، إيطاليا، ايستونيا، سنغفورة، البرتغال، بلجيكا، مصر وسوريا…) للغوص في أعماق التاريخ العريق للقفطان المغربي والإطلاع على مساره وتطوره على مر العقود، وتبرز جانبا مهما من المهارات الحرفية التي استخدمت في صنعه، وكيفية إضفاء حلة عصرية عليها حتى تنتج زيا مبتكرا يجمع بين العراقة ومتطلبات الإبتكار.
واستطاعت فعاليات المعرض، التي احتضنها فضاء الذاكرة التاريخية للتحرير والمقاومة بطنجة، أن تجذب إليه أفئدة وأنظار عدد كبير من المهتمين والباحثين في التاريخ والتراث المغربي والإعلاميين الذين تابعوا مختلف فقراته التي كانت تجربة استثنائية في تقديم فخامة القفطان المغربي وتنوعه البديع وكيف أصبح، ولقرون، يشكل تحفة فنية متفردة في عالم الجمال، وواكبت العصر بموزاة تامة مع الحفاظ على الأصالة حتى أضحى واحدا من عناوين التميز الفني والثقافي والحضاري للمملكة .
الأستاذ يوسف ابن جلون، مكون في برنامج الإبتكار المقاولاتي بمعهد التكنولوجيا التطبيقية ابن مرحل بطنجة وطالب باحث بسلك الدكتوراه في موضوع التمويلات البديلة، في حديثه عن هذ الفعالية أشار إلى أن المعرض كان محطة مهمة في المسار المهني لمتدربات المعهد وللمنظمين على حد سواء، ومناسبة لإبراز قدراتهم الكبيرة، ليس فقط، في إثراء الفضاءات الثقافية والتعريف بالهوية المغربية، وإنما أيضا كيفية تاهيل هذه الحرف عبر الإبتكار المقاولاتي ودمج العناصر الثقافية في مشاريع اقتصادية مبتكرة قادرة على المساهمة في التنمية
بدوره الاستاذ محمد أمين فلاح، مكون في التجارة والمبيعات بنفس المعهد، أوضح أن المعرض يهدف إلى التعريف بالٱفاق المزدوجة التي يمكن أن يفتحها الإبتكار المقاولاتي أمام الطلبة المتدربين وكذلك أمام المقاولات المغربية التي تبحث عن التميز والريادة في عالم الأعمال، ومناسبة للكشف عن الفرص الممكنة والمتاحة لتطوير الحرف المغربية الأصيلة ودمجها في بنيات مقاولاتية عصرية وفق نموذج اقتصادي اصيل ومبتكر.
ومن جهته الأستاذ يونس الشيخ، رئيس مؤسسة لحظات طنجة لتثمين التراث المتحفي والباحث في التاريخ والتراث المغربي، أكد على أهمية هذه الفعالية التي تروم التعريف بالقفطان المغربي ونقل المعارف والمهارات المتعلقة بهذه الحرفة العريقة إلى الأجيال المتعاقبة، خاصة وأن الفكرة التي يتأسس عليها المعرض هي البحث عن كيفية تمكين الحرف التقليدية والاصيلة من الاستفادة من الفرص التي يوفرها عالم الإبتكار المقاولاتي
ومن الفقرات التي استأثرت باهتمام الزوار والحاضرين معرض للوحات التشكيلية بريشة الأستاذ والفنان محمد أمين فلاح، والتي قدم من خلالها نبذة عن مسار التطور التاريخي للقفطان المغربي، وتضمنت عدة تفاصيل حول نوعية القماش المستعمل والتطريزات المستخدمة التي أبهرت الزوار الأجانب بالخصوص، حيث عبروا عن اعجابهم الكبير بهذه اللوحات وبباقي المعروضات التي شملها هذا المعرض المتفرد.
وتقديرا لجهود نساء التكوين المهني واعترافا بمساهمتهن في تطوير عالم المقاولة بمهارات وكفاءات متميزة عبر التدريب والتكوين عرف المعرض، إلى جانب فقراته الرئيسة، تنظيم حفل تكريمي للمرأة بمناسبة يومها العالمي، حيث تم الاحتفاء بالأستاذات المكونات والمؤطرات بالمعهد المتخصص في التكنولوجيا التطبيقية ابن مرحل بطنجة بحضور مدير المجمع ومديري المؤسسات التابعة له
وجدير بالذكر ان تنظيم هذا المعرض جاء بمبادرة من متدربات المعهد المتخصص في التكنولوجيا التطبيقية ابن مرحل بطنجة، “مجموعة PIE107” في إشراف الأستاذ يوسف ابن جلون والأستاذ محمد أمين الفلاح، وبشراكة مع فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بطنجة.
وللإشارة فقد حظي المعرض بمواكبة ومتابعة اعلامية متميزة صاحبت مختلف فقراته، وبالنقل المباشر لمراسم الافتتاح ضمن برنامج “شرفات” الذي تقدمه عبر أمواج إذاعة طنجة الإعلامية المتميزة نزهة بنادي، ومن طرف إذاعة “كاب راديو” التي واكبت فعاليات هذه التظاهرة الثقافية والإقتصادية في يومها الثاني بإنجاز روبورتاج بإشراف الاعلامية الاستاذة عائشة أحمد والإعلامي الأستاذ معاذ الذهبي.