الجزائر تدين تصريحات رئيس الدبلوماسية المغربية ناصر بوربطة
السفير 24
استاءت وزارة الخارجية الجزائرية، يوم أمس الأحد، من تصريحات رئيس الدبلوماسية المغربي ناصر بوريطة، التي أدلى بها في حوار أجرته معه مجلة “جون أفريك” الفرنسية، بشأن تورط الجارة الشرقية في تسهيل مهام قادة عسكريين من حزب الله اللبناني المدعوم من إيران في تدريب ميليشيات البوليساريو.
وأفادت الخارجية الجزائرية، في بلاغ لها يوم أمس الأحد، بأن ما ورد في حوار وزير الخارجية المغربي “مجرد أكاذيب”، وبأن “الجزائر تبقى صامدة وشعبها موحد ومؤسساتها قائمة”، على حد قولها.
وكان بوريطة قد قال، في حواره مع “جون أفريك”، أن الجزائر قامت بتوريط إيران عن طريق حزب الله في قضية الصحراء، موردا أن حلقة الوصل بين الأطراف هو المستشار الثقافي في سفارة إيران أمير موسوي، الذي اتهمه كذلك بأنه معروف بالإشراف على عملية تشييع في العالم العربي وإفريقيا.
وكشف وزير خارجية المملكة أن هناك اجتماعات عديدة عقدت بين البوليساريو وحزب الله في مخبأ جزائري معروف جدا للأمن الجزائري، وهو مستأجر لجزائرية متزوجة من قيادي في حزب الله، تم تحويلها إلى عميلة لصالح حزب الله متخصصة بجبهة البوليساريو.
وقال بوريطة: “لا ننسى أن النظام الجزائري الذي يواجه أزمة حادة مؤسساتية وسياسية واقتصادية واجتماعية نجا إلى حد الآن منها فقط بسبب المشاكل والتوترات التي خلقها بنفسه، من أجل تحويل أنظار الجزائريين عن مخاوفهم الحقيقية”.
ووصف وزير خارجية المغرب خطاب الجزائر حول الصحراء بـ”البليد، وإنكار للحقيقة، ويعاني هوساً مرضياً بالقول إن نزاع الصحراء يخص المغرب والبوليساريو فقط”، مضيفا أن “السماح بإعطاء دور لحزب الله يهدف إلى إعطاء انطباع بأن الجزائر ليست الدولة الوحيدة المؤيدة لجبهة البوليساريو، ولحسن الحظ وضع مجلس الأمن حداً لهذه الاستراتيجية”.
وردت صحيفة “الخبر” الجزائرية، اليوم، على تصريحات بوريطة بالقول إن الوزير المغربي “داس هذه المرة على بقايا الأعراف والتقاليد الدبلوماسية”، مشيرة إلى أن “خطاباته انتقلت في خضم أسبوع واحد من حالة الخطاب والتصريح إلى الهذر والهذيان عندما قرر الدفع بالعلاقات الجزائرية المغربية إلى حافة القطيعة”.
وانتقدت الصحيفة الجزائرية بوريطة لكونه “اكتفى بكيل التهم الجزافية إلى الجزائر، دون أن يذكر مصدرا أو يعطي دليلا ماديا على هذيانه”، وفق تعبيرها، مضيفة أن “الجزائر لم تكن أبدا وحدها داعمة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، بل حتى مجلس الأمن نفسه يدعم هذا الحق ومعه دول كبيرة ومحترمة مثل جنوب إفريقيا ونيجيريا وكوبا وفنزويلا”.