في الواجهةكتاب السفير

ضربة موجعة لنظام الكابرانات بعودة الحزب الإشتراكي للحكم في إسبانيا‎

ضربة موجعة لنظام الكابرانات بعودة الحزب الإشتراكي للحكم في إسبانيا‎

isjc

السفير 24

راهنت الجزائر على فوز الحزب الشعبي في إسبانيا ودعمت ماديا مراهقا ماركسيا يقود حزب عمالي بتشويه صورة الملك في جداريات بغية التشويش على الحزب الإشتراكي وزعيمه ،وتقديم خدمة مجانية للحزب الشعبي .

إلا نتائج الإنتخابات شكلت صدمة قوية للنظام وشردمة البوليساريو الذين كانوا يراهنون على إحداث المفاجأة وإفشال عودة الحزب الإشتراكي للحكم وبالتالي مواصلة تطوير العلاقات مع المملكة المغربية والتشبث بدعم المشروع الحكم الذاتي.

خيبة أمل كبيرة أخفتها قنوات الإعلام الجزائري بالإعلان على النتائج النهائية وخروج بيدرو سانشيز ليوجه كلمة وسط حشد كبير من مناضلي حزبه ومتابعة كبيرة من وسائل الإعلام الأجنبية. فوز وعودة الحزب الإشتراكي لقيادة البلاد تعني تبخر آمال النظام العسكري الجزائري في التغيير في إسبانيا. وتعني كذلك استمرار السياسة التي نهجها الحزب الإشتراكي اتجاه المغرب، وتعني أيضا تبخر أحلام البوليساريو ومن صنعها في الوصول إلى الأهداف التي رسموها .

وفوز الحزب الإشتراكي الإسباني في الإنتخابات البرلمانية التي جرت بالأمس لا يعني فقط عودة لسدة الحكم وتشكيل حكومة بقيادة بيدرو سانشيز وإنما تعني في القاموس السياسي تبخر أحلام الجزائر في تقسيم المغرب وبناء دولة في الصحراء للوصول لمنفذ في المحيط الأطلسي ،وإفشال مشروع أنابيب الغاز الذي سيربط نيجيريا ويمر عبر سواحل عدة دول إفريقية مرور موريتانيا ثم سواحل الصحراء المغربية ومنها إلى أوروبا.عودة الحزب الإشتراكي الإسباني بقيادة بيدرو سانشيز للحكم في إسبانيا ،يعني فرصة لإتمام وإنجاح التقارب والتعاون مع المغرب ودعم مشروع الحكم الذاتي لإنهاء التوتر في الأقاليم الجنوبية المغربية.

وبالمقابل فعودة الحزب الإشتراكي هو استمرار عزلة الجزائر التي استدعت سفيرها في مدريد بسبب قرار الحكومة بقيادة بيدرو سانشيز بالاعتراف بمغربية الصحراء من خلال دعم مشروع الحكم الذاتي الذي يراه الحل الأمثل لإنهاء الصراع الذي تتدخل فيه الجزائر منذ سنة 1975 حيث استرجع المغرب أقاليمه الجنوبية بفضل المسيرة الخضراء المظفرة.

انتصار الحزب الإشتراكي يعني عودته للحكم ،ويعني كذلك انتكاسة جديدة لنظام العسكر الذي أصبح يواجه تحديات على الكثير من الواجهات. فعلاقته مع فرنسا متوترة بعد مقتل الشاب وائل وحملة الإعتقالات في صفوف الجزائريين الذين كانوا وراء الأحداث التي وقعت في العديد من المدن الفرنسية وخلفت خسائر فادحة،وطالبت على إثرها السلطات الجزائرية بتحمل كامل المسؤولية فيما حدث وطالبتها فاتورة كل الخسائر التي وقعت. ثم من دون شك استمرار الفتور في العلاقات بين الجزائر وإسبانيا وتأخير عودة السفير الجزائري لمدريد والذي تم استدعاؤه بعد التحول الذي حصل في موقف رئيس الحكومة الإشتراكية من قضية الصحراء ودعمه للحكم الذاتي .

إذا المغرب حقق مكاسب كبيرة في تدبير ملف الصحراء المغربيةوعودة الحزب الإشتراكي سيدعم مسلسل الإنتصارات الدبلوماسية التي تحققت لحد الساعة،وأعتقد الخطوة التي قامت بها الحكومة الإسرائيلية بالإعتراف بمغربية الصحراء وفتح قنصلية بالداخلة ،يبين نجاح الدبلوماسية المغربية في إقناع جهات عدة لا على المستوى الأوروبي ولا على المستوى الإفريقي والأممي بضرورة إنهاء هذا المشكل الذي تقف من ورائه الجزائر ،واعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء سيشعل التنافس من جديد لقيام دول أخرى أوروبية بالخصوص للتقارب مع المغرب والإعتراف بمغربية الصحراء ،يعني استقرار دولة استراتيجية في المنطقة،فالمغرب أصبح يلعب دورا جيواستراتيجي مهم ،تسعى القوى الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة والصين واليابان وحتى روسيا للحفاظ على علاقاتها المتينة مع المغرب ،ويعني كذلك الحفاظ على مصالحها الإقتصادية، فالمغرب باب إفريقيا الآمن.

المغرب شريك أساسي ومهم ببنيته التحتية المتينةوبالتحول الكبير الذي يعرفه المغرب من خلال التطور التنموي السريع الذي يعرفه المغرب في مجال صناعة السيارات والطائرات ،بالإضافة إلى تغلل المؤسسات البنكية المغربية في إفريقيا ،ساهم في تهاتف العديد من الدول في العالم للتقارب مع بلادنا وجلب المزيد من الإستثمارات الكبرى .

المغرب كسب ثقة المستثمرين في مختلف دول العالم وأصبح يشكل قوة اقتصادية ناعمة تسير بخطى ثابتة نحو الرقي والإزدهارر على جميع الواجهات في مجال التصنيع .تحت قيادة حكيمة ،وشعب متفان في خدمة بلاده والدفاع عن حوزتها.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى