في الواجهةمجتمع

3 فرضيات محتملة تفسر كيف ظهرت سلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا

3 فرضيات محتملة تفسر كيف ظهرت سلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا

isjc

السفير 24

افترض بعض العلماء أن أوميكرون نشأ في جنوب أفريقيا لأنه رُصد أول مرة هناك، ولكن تبيّن أن هناك حالات أقدم رُصدت لاحقًا في الدول الأوروبية والولايات المتحدة.

تتطور الطفرات تلقائيا عندما يتكاثر الفيروس وينتشر، لكن العلماء يحاولون الآن فهم عدد الطفرات التي نشأت في أوميكرون في مثل هذه المدة الزمنية التي تبدو قصيرة.

ولدى أوميكرون أكثر من 30 طفرة (تغييرا) في بروتين السنبلة “سبايك” (Spike)، ويسمح هذا البروتين للفيروس بإصابة الخلايا البشرية والاستيلاء عليها، وهو أيضا هدف معظم اللقاحات.

يعتقد أن تغييرات البروتين في السلالات السابقة، مثل دلتا وألفا، جعلت الفيروس أكثر عدوى أو أكثر عرضة للتهرب من جهاز المناعة واللقاحات.

لم يتضح بعد إذا كان أوميكرون أكثر قابلية للانتقال، أو يسبب مرضا أكثر خطورة من المتغيرات السابقة، أو إذا كان سيجعل اللقاحات أقل فعالية، لكن دراسة جديدة  نشرها علماء من جنوب أفريقيا يوم الخميس، ولم تُنشر بعد في مجلة علمية، تشير إلى أن أوميكرون أكثر عرضة بـ3 مرات لإعادة إصابة الناس.

ما فرضيات نشأة سلالة أوميكرون من فيروس كورونا؟

الفرضية الأولى: أوميكرون نشأ في مجموعة منعزلة من الناس

أحد الاحتمالات لكيفية ظهور متغير شديد التحوّر، مثل أوميكرون، هو أن الفيروس بدأ ينتشر ويتحول في مجموعة منعزلة من الناس، حيث كانت لديه فرصة للتغيير بشكل كبير مقارنة بالمتغيرات خارج تلك الفقاعة، وفقا لتقرير للكاتبة سارة وايلد في موقع ساينتفيك أميركان.

ويقول غونزالو بيلو، عالم الفيروسات في معهد أوزوالدو كروز في ريو دي جانيرو، وكان جزءا من الفريق الذي تتبّع صعود متغير غاما في البرازيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إنه مع غاما “أدركنا أن الطفرات لا تظهر في خطوة واحدة في فرد واحد”، بدلا من ذلك، حدثت بعض الطفرات في أفراد معينين ولكن ليس في آخرين.

ويوضح بيلو أن ظهور غاما “كان عملية حدثت في مجموعة من الأفراد، وليس في شخص واحد”.

ويضيف بيلو أن من الممكن أن يكون الفيروس قد دخل بعد ذلك، مع طفراته العديدة، إلى عدد أكبر من السكان، إذ كان قادرا على السفر إلى مجموعات وبلدان مختلفة.

الفرضية الثانية: أوميكرون تحوّر في شخص واحد

قالت آنا ليز ويليامسون رئيسة قسم التطعيم في جامعة كيب تاون، وإد ريبيكي مدير وحدة أبحاث البيوفارمينغ بالجامعة، إن الفيروس قد يكون تحوّر بشكل كبير في فرد واحد قبل العثور على مضيف جديد.

ويمكن أن يحدث هذا في شخص يعاني ضعف المناعة، مثل شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية.

يشرح وليامسون وريبيكي أن الأشخاص الأصحاء لديهم العديد من الخلايا المناعية، تسمى الخلايا التائية “سي دي 4 بلاس”، التي تحفز نوعا آخر يسمى الخلايا التائية القاتلة، وفي الأشخاص الأصحاء الذين يصابون بـ”كوفيد-19” تدمر هذه الخلايا التائية القاتلة الخلايا المصابة بالفيروس.

ولكن في الأشخاص الذين يعانون نقص المناعة، ولديهم أعداد قليلة من خلايا “سي دي4+تي” (CD4+T) “ينشئ الفيروس عدوى مستمرة” بسبب نقص استجابات الخلايا التائية القاتلة.

ومع ذلك، فإن أجهزتهم المناعية تنتج بعض الخلايا المناعية التي تسمى الخلايا البائية التي تؤدي إلى استجابة الأجسام المضادة، وهذا “يؤدي إلى سباق تسلح بين الفيروس والأجسام المضادة”، وفقا لوليامسون وريبيكي. ولا ينتج عن استجابة الخلايا البائية الضعيفة أجسام مضادة كافية للتخلص من الفيروس تماما، ومن ثم فإن التسلسل الجيني لبروتين ارتفاع الفيروس يتعرض لضغوط من أجل التحور للهروب من الأجسام المضادة.

هناك بعض الأدلة لدعم هذه الفكرة، ففي دراسة لم تطبع بعد صدرت في يونيو/حزيران وصف باحثون من جنوب أفريقيا امرأة مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية كانت مصابة بفيروس كورونا لأكثر من 6 أشهر، وفي ذلك الوقت تطور الفيروس فيها وطوّر عددا من الطفرات، بعضها على بروتين سبايك.

الفرضية الثالثة: أوميكرون تحوّر في حيوان

هناك فرضية محتملة لتفسير كيفية اكتساب الفيروس بسرعة كثيرا من الطفرات تقول إنه عاد إلى المستودع الحيواني قبل أن ينتقل مرة أخرى إلى البشر.

ويقول بيلو إن الدلائل المقنعة تشير إلى أن فيروس كورونا الأصلي ربما نشأ في الخفافيش، وكانت هناك حالات عديدة من الثدييات البرية والمستأنسة الأخرى التي أصيبت بالفيروس. في العام الماضي، كانت هناك تقارير عن تفشي فيروس كورونا في مزارع المنك في أميركا الشمالية وأوروبا، وفي هولندا كانت هناك حالة مؤكدة من المنك أصابت عامل مزرعة.

يقول بيلو إن أوميكرون ربما قفز من الحيوانات إلى البشر بهذه الطريقة، “في نوع آخر، سيواجه الفيروس نوعا مختلفا من الضغط المناعي، ومن ثم يمكن أن يراكم بعض الطفرات بسرعة كبيرة”، الفكرة لا تزال تخمينا في هذه المرحلة.

عدم المساواة في توزيع اللقاحات وظهور أوميكرون

يرى مايكل هيد، زميل أبحاث أول في الصحة العالمية بجامعة ساوثهامبتون في المملكة المتحدة، أن أوميكرون يعدّ جرس إنذار لعدم المساواة في اللقاحات والحاجة إلى وصول أكبر.

وفقا لمنصة “أور ورلد إن داتا” (Our World in Data) التابعة لجامعة أكسفورد، حتى 30 نوفمبر/تشرين الثاني، تم إعطاء نحو 8 مليارات لقاح على مستوى العالم، وتلقى 6% فقط من الأشخاص في البلدان المنخفضة الدخل جرعة واحدة على الأقل. قدمت الدول الأفريقية أكثر من 235 مليون لقاح، وفقا للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، لكن عدد سكان القارة يتجاوز 1.2 مليار شخص.

ويقول هيد إن السلالات الرئيسة من الفيروس التي تسببت في القلق حتى الآن ظهرت نتيجة تفشي المرض خارج نطاق السيطرة بين السكان غير المحصنين، فهذا هو المكان الذي يزدهر فيه كوفيد بشكل أفضل وهنا يكون للفيروس فرصة أكبر للتحور، وإذا تمكن اللقاح من السيطرة على التفشي، فإن فرص التحوّر تقلّ.

ويقول العلماء إن عدم المساواة في اللقاحات والتردد جعلا متغير أوميكرون أكثر احتمالية، وفقا لتقرير للكاتبة إيفانا كوتاسوفا، في سي إن إن.

وقال هيد، لشبكة “سي إن إن” (CNN) في مقابلة عبر الهاتف، إن ظهور متغيرات جديدة كان “نتيجة طبيعية لبطء التطعيم في العالم”، مضيفا أن العالم في حالة تأهب قصوى بسبب متغير فيروس كورونا “أوميكرون” في حين لا يزال لدينا عدد كبير من السكان غير المحصنين، كما هو الحال في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهم عرضة لتفشي المرض بشكل كبير.

ويحذر العلماء وخبراء الصحة العامة والدعاة من أن الفجوة الهائلة بين معدلات التطعيم في العالم المتقدم والنامي من المرجح أن تكون السبب في ذلك.

وقال جيريمي فارار، مدير “ويلكم تراست” (Wellcome Trust) الخيرية للبحوث الصحية، إن السلالة الجديدة توضح سبب حاجة العالم إلى ضمان وصول أكثر إنصافا إلى اللقاحات وأدوات الصحة العامة الأخرى.

وفي حين أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل بلدا ما لديه معدل تلقيح أقل، مثل التردد في أخذ اللقاح، قال هيد إن عدم الحصول على الجرعات يمثل مشكلة كبيرة.

وأوضح أن من الأمور التي أسهمت في ذلك قيام الدول الأكثر ثراء بتخزين جرعات تتجاوز ما تحتاج إليه بالفعل من اللقاحات وعدم متابعة الالتزامات بالتبرع باللقاحات لكوفاكس (COVAX) أو بشكل مباشر للبلدان نفسها.

وبرنامج كوفاكس أطلقته منظمة الصحة العالمية وتديره مع منظمة التحالف من أجل اللقاحات المعروفة اختصارا بغافي (GAVI)، وهو مبادرة تهدف إلى توزيع اللقاحات توزيعًا عادلًا بين جميع دول العالم.

وحتى الآن يبدو أن هدف منظمة الصحة العالمية المتمثل في تلقيح 40% من سكان جميع البلدان بحلول نهاية عام 2021 و70% بحلول منتصف العام المقبل بعيد المنال.

وكتب جوردون براون، سفير منظمة الصحة العالمية لتمويل الصحة العالمية ورئيس الوزراء البريطاني السابق، في صحيفة الغارديان يوم السبت، أن “فشل العالم في وضع اللقاحات في أحضان الناس في العالم النامي يعود الآن ليطاردنا.. في غياب التطعيم الشامل، لا ينتشر كوفيد من دون عائق بين الأشخاص غير المحميين فحسب، بل إنه يتغير (يتحول إلى سلالات جديدة)”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى