في الواجهةمنوعات

بوفيليا : جزيرة مسكونة بالأشباح لا يدخلها أحد

le patrice

السفير 24

مكان آخر وجزيرة أخرى توصف بأنها مقر الأرواح المعذبة، ومستراح تذهب إليه الأشباح للتلاقي والإقامة، إنها جزيرة بوفيليا التي نتعرف على رعبها في هذه السطور.

بوفيليا هي بقعةٌ أخرى من بقاع العالم المسكونة بل في الواقع إن البعض يعتبرها أكثر بقاع العالم سكنًا بالأشباح والأرواح الهائمة والمعذبة، كان لهذه الجزيرة تاريخٌ أسود هو ما دفع بها إلى هذه الخانة المظلمة من التاريخ وأعطاها تلك الأفضلية والأسبقية في عالم الأشباح، كثيرًا ما تكلمنا عن بيوتٍ مسكونة أو أبنية موجودةٍ في نصف العمران حدثت فيها فظائع بشكلٍ سريٍّ أحيانًا أو علنيٍّ أحيانًا أخرى تسببت في كل ما حدث بعد ذلك من ظهورٍ للأشباح فيها، فما بالك إن كانت جزيرةً منفيةً معزولةً عن العالم بالمياه من حولها وأحد المجانين له السلطة العليا فيها؟ ستتحول لمهزلة! وهو ما حدث.

البداية

إيطاليا الجميلة هي منبع تلك الأساطير وحكومتها تملك من ضمن ممتلكاتها وأراضيها أكثر جزر العالم رعبًا، جزيرة بوفيليا الموجودة ببحيرة البندقية، كانت تلك الجزيرة في قديم الزمن على أعتاب العام الخمسمائة بعد ميلاد المسيح ملجأً هرب إليه كثيرون من غزوات البربروكان لها ذلك الموقع الاستراتيجي الذي جعل تاريخها عامرًا بالحروب والنزاعات عليها كلٌ يريد فرض سيطرته على أرضها، ومع تصاعد الصراعات جاء عليها ذلك اليوم الذي تم نقل كل السكان منها وظلت الجزيرة مهجورةً بلا ساكنين لفترةٍ طويلة، عندها بدأ يتم استخدامها بشكلٍ أكثر حكمةً من نظر الحكومات وأقل آدميةً من نظر الإنسانية كحجرٍ صحي يتم حجر المرضى فيه بعيدًا عن الأصحاء خاصةً عندما بدأ الطاعون الأسود في الانتشار في إيطاليا وصار كابوسًا يهدد الحياة، حينها كان يتم نقل المرضى ليموتوا هناك بعيدًا عن الأصحاء لتقليل العدوى ثم يتم حرق جثثهم على تلك الجزيرة، إن من أكبر أساطير تلك الجزيرة أن رمالها وأرضها ممزوجةٌ برماد آلاف الجثث التي تم إحراقها هناك أليس ذلك سببًا كافيًا لتكون مسكونة؟!

المجنون

كالمعتاد في تاريخ شيءٍ بهذا الكبر وتلك الشعبية الأسطورية يجب أن يكون هناك أحد المجانين في جزءٍ منها يغذي تلك الأساطير ويكون منشأ رعبٍ وكابوسٍ فيها، بعد انتهاء كابوس الطاعون ومحرقته تم تحويل الجزيرة لمستشفى نفسيٍّ وعقليٍّ معزولٍ عن العالم يتم عزل المرضى فيه وتركهم لرحمة الأطباء، لكن الأزمة الحقيقية إن لم يكن في قلوب هؤلاء الأطباء رحمة، انتشرت الشائعات عن سوء المعاملة التي يتلقاها المرضى هناك والتي تصل أحيانًا للتعذيب والموت من الألم والتعذيب، وعلى صعيدٍ آخر كان أحد أطباء ذلك المشفى مصابًا بالجنون التام، فبدأ بتحويل المرضى لفئران تجارب يجري عليهم تجاربه الغريبة الرهيبة كأن يحرف بداخل رؤوسهم اعتقادًا منه بأن سيتوصل لوسيلةٍ يشفي بها المرضى بهذه التجارب من أمراضهم، مات الآلاف تحت يديه ويدي أطبائه وعمليات التعذيب والتجارب اللآدمية التي كانت تجرى عليهم، وعندما انصاعت السلطات للروايات وذهبت للبحث في الجزيرة وجدت آلاف الجثث المدفونة والمشوهة في ذك المكان، يقال أن جنون الطبيب ازداد بشكلٍ رهيب حتى انتحر في أحد الأيا بالقفز من أحد الأبراج اعتقادًا منه أن شبحًا كان يطارده.

أشباح الجزيرة

يتناقل الإيطاليون حتى اليوم مثلًا يقول “عندما يموت رجلٌ شرير فسيستيقظ حتمًا في بوفيليا” فمن الطبيعي بهذا الكم الهائل من الجنون والموت والجثث والتعذيب أن تحوم كل تلك القصص حول تلك الجزيرة ويقول البعض أن الجزيرة صارت عامرةً ومسكونةً بأشباح كل من ماتوا فيها ينتقمون من قاتليهم، وزادت الشائعات والقصص خاصةُ بعد هجر تلك الجزيرة للمرة الثانية في تاريخها لتصبح غير مأهولة بالسكان، ومؤخرًا حاولت إيطاليا الاستفادة منها وبيعها لكن من المثير للفضول أن تجد مجنونًا يود أن يشتريها!

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى