في الواجهةمجتمع

جامعة محمد الخامس وماستر أمريكا اللّاتينية ينظمان ندوة دولية رقمية حول موضوع قضايا التعليم عن بعد وتحدياته في زمن جائحة كورونا وما بعدها

le patrice

* العربي كرفاص

في خضم الاِنتشار المهول لفيروس كورنا المستجد بمختلف أصقاع المعمور، وعقب إعلانه من قِبَل منظمة الصحة العالمية بتاريخ 11 مارس 2020 وباءً عالميا، سارعت مختلف مؤسسات التعليم العالي على الصعيد العالمي إلى اتخاذ تدابير وقائية واحترازية، من أهمها تعويض التعليم الحضوري بالتعليم عن بعد. وفي خطوة استباقية تاريخية، كان المغرب في مقدمة  الدول التي جنّدت كل مواردها وطاقاتها للتصدي لهذه الجائحة العابرة للقارات، وذلك تحت القيادة الرشيدة والسياسة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، عبر تطبيق إجراءات حجر صحي لمواطنيه، وضمان استمرارية العملية التعليمية التعلمية؛ حيث أطلقت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بهذا الخصوص، إستراتيجية للتعليم عن بعد غير مسبوقة.

 تنفيذا لهذه الإستراتيجية، وفي إطار أنشطته العلمية الدولية، نظم ماستر أمريكا اللّاتينية: العولمة والتثاقف وتحديات القرن الحادي والعشرين، يوم الجمعة 19 يونيو 2020، ندوة دولية عن بعد حول موضوع ” التعليم عن بعد والتحديات المرتبطة به في حالات الطوارئ، الجامعة المغربية والأمريكية اللّاتينية خلال جائحة كورونا: تجارب وآفاق ما بعد الوباء”، بهدف خلق وتوطيد الجسور مع دول المنطقة وللتعريف بالمغرب والثقافة المغربية والعمل في إطار الدبلوماسية الأكاديمية، من أجل تعرف جامعيي أمريكا اللّاتينية على المغرب بشكل مباشر، كما تندرج هذه الندوة في مجال التعاون وتبادل التجارب جنوب جنوب.

في سياق متصل، أشاد منسق ماستر أمريكا اللّاتينية الدكتور مصطفى أوزير بالدعم الكبير والمتواصل الذي ما فتئ يقدمه السيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي معالي الدكتور سعيد أمزازي، ورئيس جامعة محمد الخامس الدكتور محمد غاشي، ونائبه  الدكتور محمد ظافر الكتاني، لهذا الماستر في كل أنشطته، مما يعكس، حسب ذات المتحدث، إرادة الجامعة في تقوية العلاقات بين تلك المؤسسة ونظيراتها بقارة أمريكا اللّاتينية، كما أعرب الدكتور أوزير عن تواصله الجيد مع جميع مؤسسات التعليم العالي بهاته الدول، مع حرصه الشديد على الاِشتغال على الملفات الكبرى التي تشغل بال المغرب، كالترويج للمغرب في أمريكا اللّاتينية، وتمتين علاقات التعاون بين بلدنا ودول المنطقة، بالإضافة للعمل على قضايا الديبلوماسية الثقافية من خلال جلب العديد من الاِتفاقيات مع جامعات أمريكا اللّاتينية، ودعم موقف المملكة المغربية من قضية نزاع الصحراء المغربية، وذلك بعقد لقاءات خُصّصت لتحليل أبعاد مشروع الحكم الذاتي بمعية أكاديميين وخبراء من تلك المنطقة.

 هذا، وعرفت هذه الندوة مشاركة باحثين وأساتذة جامعيين من جامعات عالمية مختلفة؛ جامعة طلاكسكالا بالمكسيك (رئيس الجامعة الدكتور لويس كونزاليس بلاسينسيا: التعليم عن بعد والتحديات المستقبلية في الاِشتغال في مجال التربية)، جامعة باناما( الدكتور أناسطاسيو رودريغيس زونيكا: إكراهات التعليم والحاجة إلى وضع برنامج تعليمى جامعي افتراضي)، جامعة كارابوبو بفنزويلا (الدكتورة فالنتينا أصانيو طروفات: الجواب المحلي للجامعة للتعليم عن بعد في إطار كوفيد-19)، جامعة الصليب الأحمر الدولي كريسيبا بالبرازيل( الدكتورة إليزا فالسكا كروغر: البعد النفسي أمام التحديات في التعلم عن بعد)، الشيلي (أندري غريمبلات رئيس دراسات الدكتوراه بباريس-السربون وهو باحث من الشيلي: تجربة الشيلي في التعليم العالي عن بعد)، الأرجنتين ( مدير المعهد الجامعي للشرطة الفيدرالية  السيد فريديريكو ريندليشباشير: المظاهر الأساسية للتعليم عن بعد في سياق كوفيد-19)، الجامعة الكاتوليكية بليما بالبيرو ( الدكتور كارلوس أونطونيو مارتين صوريا ضال أورسو: آليات تدريس علم الاِجتماع والأنتروبولوجيا القروية في زمن الوباء وما بعده)، جامعة سيمون بوليفاغ برانكيلا بكولومبيا (الدكتورة باتريسيا كوزمان كونزاليس مديرة برنامج الحق في الولوج إلى التعليم: ماهي البرامج الجديدة للتعليم في برامج حول الحقوق، طرح تجربة جامعة سيمون بوليفار في زمن كورونا)، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء بالمغرب ( الدكتور عبد الإله براكصا باحث في اللسانيات: التعليم عن بعد في زمن كورونا)، جامعة عبد المالك السعدي بتطوان بالمغرب ( الدكتورة رشيدة الغرافي باحثة في الأدب الإسباني: التعليم عن بعد في السياق الحالي وواقع التعليم العالي في زمن كورونا)، جامعة محمد الخامس بالرباط بالمغرب ( الدكتور أوزير منسق ماستر أمريكا اللاتينية، العولمة والتثاقف وتحديات القرن الواحد والعشرين ومنسق هذا المؤتر ورئيس مسلك الدراسات الإسبانية : إستراتيجيات التعليم والتعلم الرقمي في زمن كورونا نموذج الجامعة المغربية العمومية وسؤال الفعالية وتحديات ما بعد كورونا)، جامعة محمد الخامس بالرباط بالمغرب ( الدكتور محمد سعدان أستاذ التاريخ: التعليم عن بعد كتحدي وكتجربة في زمن غير متوقع)، جامعة هافانا بكوبا ( الدكتور غييرمو آرياس بيطانو أستاذ علم النفس: التعليم عن بعد، تحديات القيام بعمل ذي جودة)، الدكتورة أمينة المكاوي مسؤولة عن كرسي البحث الطاقات المتجددة بمركز الدراسات الجهوية بجنوب شرق المكسيك: ماهي إستراتيجيات اجراء البحث الميداني ووضع برامج تنموية في زمن كورونا).

يشار إلى أنّ هذا اللقاء العلمي الرفيع المستوى، قاربت مساحته الزمنية الست ساعات، وعرف تفاعلا كبيرا لباحثين وأكاديميين وطالبات وطلبة من أمريكا اللّاتينية والمغرب، بالإضافة لطلبة غير متحدثين باللغة الإسبانية خاصة طلبة علم الاِجتماع. 

ومن الجدير بالذكر أنّ هذا المؤتمر تميز بنقاش جاد وذي راهنية، لامس موضوع الندوة من مختلف جوانبه، تناول التدابير والإستراتيجيات المتخذة من طرف مؤسسات التعليم العالي لتنفيذ برنامج التعليم عن بعد في زمن كورونا وما بعد كورونا.

في هذا السياق العلمي والأكاديمي بامتياز، أدلى لمنبرنا الإعلامي السيد منسق ماستر أمريكا اللّاتينية بجامعة محمد الخامس الدكتور مصطفى أوزير بتصريح جاء فيه” تأتي هذه الندوة في زمن فيروس كورونا، وما خلّفته من تداعيات، إنّ التعليم هو أول متضرر من هذه الأزمة لأنّ الاِقتصاد يمكن أن يتعافى ولكن مجال التربية والتكوين والتعليم يتأثر من الناحية البيداغوجية ومن الناحية النفسية كذلك للطلبة والتلاميذ، وبالتالي كان ضروري أننا نتبادل التجارب في إطار الجامعات المغربية وجامعات أمريكا اللّاتينية، لتقاسم الممارسات الفضلى بين كافة المتدخلين، والتي ستمكننا من الخروج بتوصيات عقب التداول في كافة المقترحات والأفكار المقدمة من طرف باحثين مرموقين بأمريكا اللّاتينية، ومفكرين وأساتذة جامعيين مثلوا دول مختلفة بالمنطقة، من بينهم رؤساء جامعات وعمداء وأساتذة مشرفون على كرسي بحث، كالأستاذة الباحثة أمينة المكاوي”، وأردف ذات المتحدث قائلا” الأساسي بالنسبة لنا هو تقييم للتجربة التي عرفتها دول أمريكا اللّاتينية في التعليم عن بعد، وكذا التجربة التي تعيشها الجامعة المغربية العمومية في إطار سياق التصدي لوباء كورونا كوفيد-19، ومحاولة تسليط الضوء على الجوانب  الإيجابية وتطوير وتحسين مواطن النقص في التجربة، لتكوين فكرة واضحة ورؤية شفافة وشاملة حول التعليم عن بعد ببلادنا، من خلال تقاسم التجارب مع دول الجنوب، خصوصا أمريكا اللّاتينية القريبة جدا من المغرب رغم بعدها الجغرافي”. واستطرد الدكتور أوزير موضحا “إنّ هناك تحديات تنتظرنا، بخصوص كيفية إذماج التعليم عن بعد بطريقة علمية، وكيفة تمكين الطلبة والتلاميذ من الاِستفادة على قدم المساواة من إمكانيات التعليم عن بعد االتكنولوجية، على قاعدة تكافؤ الفرص لجميع مكونات الشعب المغربي لتفادي الإقصاء، في ظل النقص لكي لا يكون هناك إقصاء نظرا لعدم توفر طبقة من المجتمع على إمكانيات ووسائل التواصل.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى