علي العربي من تونس
تمثل الثقافة ركيزة أساسية في بناء المجتمعات المتألقة القادرة على معانقة النجاح ومقارعة التجارب الغربية لا سيما اذا اقترنت بعنصري الارادة والمسؤولية تجاه الوطن الذي أضحى اليوم في أمس الحاجة الى أن نتوحد حوله في ظل مشروع ثقافي وطني شامل يضم لفيف من المثقفين والمبدعين التونسيين من أجل ارساء دعائم بنية ثقافية تتناسب مع وضع تونس الجديد لا سيما وسط التغيرات السياسية والاقتصادية والاخلاقية والنفسية حيث أصبحت الثقافة ملاذا حقيقيا لكل التونسيين وهو ما يحتم ايجاد رؤية متنوعة نابعة من عقل مبدع يلعب دورا بارزا في تقدم المجتمع وازدهاره دون تفضيل أو اقصاء أو تغليب.
إن اعادة تشكيل المشهد الثقافي الوطني تقترن وجوبا باستعادة أصالة الثقافة التونسية وأبعادها الانسانية التي تميزت بها عبر التاريخ الانساني وهو ما يفرض اليوم على القائمين على الشأن الثقافي التونسي أن يسعوا جاهدين إلى وضع استراتيجية وطنية فاعلة مؤثرة في عقولنا وسلوكياتنا اليومية والتي تقطع مع أشكال التلكؤ والتخبط والتردد كما أن المشروع يفترض تشريك كل الفاعلين الثقافيين والاستئناس باراء اصحاب الخبرات والمختصين والمبدعين والفنانين في هذا المضمار الإصلاحي من أجل النهوض بالواقع الثقافي في بلدنا التي تواجه عدة تحديات ولعل أخطرها هو افتقاد البلاد لمشروع ثقافي مقنع قادر على الوصول بنا بر الأمان النفسي والاخلاقي والاجتماعي.
