بركان.. افتتاح الملتقى العالمي للتصوف ب “مداغ”
السفير 24 | عبد العزيز اغراز – مداغ
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد للسادس نصره الله ، افتتح اليوم الأربعاء 08 ربيع الأول الموافق ل 06 نونبر 2019 الملتقى العالمي للتصوف الذي تنظمه الطريقة القادرية البودشيشية بتعاون مع مؤسسة الملتقى والمركز الأورومتوسطي لدراسة الاسلام اليوم، تحت شعار ” التصوف والتنمية.. دور البعد الروحي و الأخلاقي في صناعة الرجال”، وذلك بمقر الزاوية القادرية البودشيشية بمداغ ناحية بركان.
تميز حفل الافتتاح بحضور شيخ الطريقة القادرية البودشيشية الدكتور جمال الدين القادري بودشيش، وعدد كبير من العلماء القادمين من القارات الخمس، اضافة الى مريدي الطريقة القادمين من داخل المغرب وخارجه.
واستهل الحفل الافتتاحي بأيات بينات من الذكر الحكيم، تناول الكلمة بعد ذلك الدكتور منير القادري بودشيش مدير الملتقى ، رحب فيها بالمشاركين والحاضرين، ثم بين أن فعاليات هذا الملتقى تنظم في إطار اسبوع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، مؤكدا أن هذه الاحتفالات هي تعبير عن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأضاف القادري أن موضوع التنمية يحضى بأولوية كبرى على جميع المستويات العلمية والاكاديمية، في ظل النهضة التنموية التي بلغها عالم اليوم بفعل التقدم التكنولوجي، إلا أن ما يعاب على النهضة التنموية المعاصرة، حسب القادري هو تركيزها على الأبعاد المادية وإهمال الجانب الاخلاقي. ثم أبرز دور التصوف في مجال التنمية وما يمكن أن يقدمه من طاقات وقيم وآفاق، وتخليق للتنمية وجعلها في صالح الإنسان .
وأكد الأكاديمي منير القادري أن لا تنمية بدون أخلاق ولا أخلاق بدون مرجعية روحية ، مؤكدا أن أي مشروع تنموي يفتقر الى البعد الأخلاقي والروحي مآله التعثر والفشل. مضيفا أن تغيب هذه الأبعاد الأخلاقية والروحية ادخل المجتمات المعاصرة في انفاق مظلمة. مثل الأزمات النفسية التي يتخبط فيها، وتدمير النظام الايكولوجي والبيئي نتيجة الاستغلال المفرط للثروات.
وأوضح الأستاذ المحاضر أن النموذج التربوي النبوي كان نموذجا في بناء الانسان والعمران. ثم بين دور شيوخ التصوف في بناء رجال أسوياء نفعوا مجتمعاتهم، حيث قدموا خطابا مبنيا على الاخلاق والاحسان والرحمة مستشهدا بقول حسن البصري “الاحسان أن تعم ولا تخص كالشمس والريح والغيث” وكذلك قول الشيخ ابن عربي ” افعل الخير ولا تبالي فيمن تفعله تكن أنت أهل له” تطبيقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم” اتق الله حيثما كنت واتبع الحسنة السيئة تمحها وخالق الناس بخلق حسن”.