الدار البيضاء | الفداء مرس السلطان: سوق المتلاشيات حي عمر ابن الخطاب قبلة للمدمنين والمشردين
السفير 24 | عدسة: خالد زيطة
تعرف مدينة الدار البيضاء انتشارا للعديد من الأسواق العشوائية، هذه الأسواق أصبحت تعبر عن وضعية اللامبالاة التي يتخدها المسؤولين بهذه المدينة، ومن بين هذه الأسواق العشوائية نجد سوق “المتلاشيات حي عمر ابن الخطاب”، التابع لعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، سقوف قصديرية وأسلاك كهربائية عارية…، في الوقت الذي تشكل فيه أغلب فضاءات هذا السوق القصديري المهمل، بحسب العديد من التجار والسكان المجاورين له، قبلة للمشردين والمدمنين الذين يتخذون من جنباته مأوى آمنا، ومحمية المنحرفين الذي يفتح أحضانه لكل هؤلاء بعيدا عن الرقابة الأمنية.
حيث يسهل الاختباء بجنباته القصديرية والتواري عن العيون، لتنتعش منزلقاتهم السلوكية والأخلاقية التي تتنامى ليلا، في جلسات خمر ومخدرات ولقاءات عاطفية. إضافة إلى أن هذا الفضاء المهمل الذي يعج بالفوضى، والبراريك التي تنبت على أرضية عمومية، تتحول أركانها إلى مطرح للأزبال.. وذلك يسهم في تلوث المجال البيئي بتسرب الروائح الكريهة والحشرات المضرة بالسكان المجاورين له، نتيجة الأزبال المتراكمة أمامه… تلك بعض من المظاهر التي يعيش على إيقاعها هذا سوق حي عمر ابن الخطاب العشوائي بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، حيث أصبح يهدد استقرار السكان وسلامة الراجلين العابرين من أمامه، وهو ما شكل موضوع اتصالات هاتفية للعديد من السكان بجريدة “السفير 24” حيث أكدوا لنا أنهم وجهوا العديد من الشكايات إلى السلطات المحلية، في سبيل التدخل لإيقاف المعاناة اليومية التي يعيشون فيها جراء ذلك، خاصة وأن هذا السوق يتواجد بالقرب من المناطق السكنية، ولا يوجد بها غير القليل أو تكاد تنعدم بها المرافق العامة.
وبالرغم من أن هذا السوق يمتص نسبة هامة من البطالة ويخلف فرص شغل مؤقتة؛ إلا أن هذا يشعل نارا يكتوي بها عدد من السكان المحيطين به، تفوق طاقة صبرهم، فيضطرون بعدها إلى الاحتجاج والاستنكار، بل عند اليأس منهم من يرحل من الحي ذاته.
وأكد المتحدثون مع “السفير 24” أن انعدام النظافة والصيانة وصعوبة استخلاص الواجبات الكرائية، وكذا ضعف الجانب الأمني ومكافحة الحرائق، ثم الاستغلال العشوائي للملك العمومي، هو أهم ما يتميز به السوق، وأشار المتحدثون إلى أن السوق يتوفر على العديد من الأخشاب التي قد توقع الكارثة في أية لحظة، كما أن السوق حسب المصدر ذاته يتحول إلى نقط تجميع العربات المدفوعة باليد، بحيث أصبح يعد مرتعا لهذه الأنشطة المزاولة بدون ترخيص، عدا كونه أصبح مرتعا لتجمع المنحرفين والمتسكعين.
وطالب المتصلون بإيجاد حل للباعة بهذا السوق، وإحداث وسائل إطفاء الحريق، خاصة وأن أسباب الحرائق والكوارث داخل الأسواق العشوائية تعود وفقا لمصادر أمنية إلى خلل في التمديدات الكهربائية أو إنشاء أوراش صناعية داخل هذه الأسواق .
المشاكل التي رصدتها “السفير 24” أثناء جولتها بهذا السوق بينت حقيقة هذه المعاناة اليومية، التي يعيشها السكان المجاورين له، إذ أصبحوا يعيشون في جحيم يومي حسب أحد المشتكين الذي قال بحرقة “واش المسؤولين على هاذ البلاد كيتسناو حتى توقع الكارثة عاد يتحركو.. راه حنا ساكنين حدا بركان ماشي سوق راه في أي لحظة تقدر تشعل العافية وتدخل لينا لديورنا”.