السفير 24
شهدت قاعة محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، اليوم الخميس، لحظات توتر خلال جلسة محاكمة سعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد البيضاوي، المعتقل على خلفية قضية تاجر المخدرات الدولي الملقب بـ“إسكوبار الصحراء”. فقد بدا صهر الناصري مرتبكًا وهو يدلي بشهادته أمام الهيئة القضائية، خاصة عند استفساره حول السيارات التي كانت مركونة داخل مقر النادي بحي محمد بنجلون.
وحسب ما جاء في الجلسة، أكد تاجر المخدرات الدولي أن عدداً من السيارات التي تعود لملكيته كانت مركونة داخل مقر الوداد، بينما نفى صهر الناصري علمه بصاحب تلك المركبات. هذا التناقض أثار انتباه رئيس الهيئة القضائية، المستشار علي الطرشي، الذي وجه له تنبيهاً صارماً قائلاً: “أديت اليمين، فانتبه لعواقب شهادة الزور”.
وخلال استجوابه، ذكر الشاهد أن السيارات كانت من نوع “كيا” و“هيونداي”، قبل أن يتراجع لاحقاً عن أقواله بعد عرض صورها على شاشة المحكمة، مما دفع المستشار الطرشي إلى سؤاله باستغراب: “هل كذبت عليك الضابطة القضائية؟”.
كما تناقضت تصريحات الشاهد بشأن ألوان السيارات، إذ أكد أمام المحكمة أنها متعددة الألوان، بخلاف ما ورد في تصريحاته السابقة لدى قاضي التحقيق، ما دفع الهيئة مجددًا إلى تنبيهه، غير أنه أصر على أنه يقول الحقيقة.
صهر الناصري، وهو متقاعد من سلك القوات المساعدة، نفى كذلك أن يكون قد عُيِّن رسميًا مديرًا لمركب الوداد، موضحًا أنه كان فقط يساعد صهره بين الحين والآخر في بعض الأمور الشخصية، دون أن يتقاضى أجراً من النادي. وأشار إلى أن التعويضات التي كان يتلقاها، والتي قد تصل إلى 4000 درهم، كان يمنحها له الناصري شخصيًا وليس إدارة الوداد.
وخلال الاستماع إليه، تطرقت الهيئة أيضاً إلى فيلا سعيد الناصري الواقعة بحي كاليفورنيا، غير أن الشاهد نفى أن يكون قد زارها من قبل، مؤكداً أنه سمع عنها فقط.
من جهته، لم يُخفِ سعيد الناصري انزعاجه من تصريحات صهره، إذ اعتبر أن الأخير لم يكن حاضراً خلال الفترة المتعلقة بملف السيارات، مضيفاً أن الشخص الذي كان يشغل المنصب حينها يُدعى “ع.ب”. ورداً على استفسار رئيس الجلسة الذي تساءل إن كان الشاهد يقدم شهادة زور، قال الناصري: “هو لم يشهد تلك الوقائع سنة 2013، المحكمة تستمع لشخص لم يعاين الأحداث”.
لتتحول الجلسة إلى مواجهة مباشرة بين الطرفين، في واحدة من أكثر لحظات المحاكمة توتراً منذ بدايتها.
