
السفير 24 ملاك الشبرعال صحافية متدربة
عقدت خلية التكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف، اجتماعها الثالث تحت عنوان: “العنف المدرسي: إكراهات وحلول”، لمناقشة واحدة من القضايا التي باتت تزعج الأسر، والمدرسين، والمجتمع ككل، نظراً لتأثيرها المباشر على تربية الأجيال واستقرار المؤسسة التعليمية وذلك بمحكمة برشيد في الساعة الثالثة بعد الزوال برئاسة السيدة رجاء بنحنة نائبة وكيل الملك.
وعرف المشاركون في اللقاء العنف المدرسي على أنه كل سلوك عدواني يصدر داخل الوسط التعليمي، سواء من التلميذ تجاه زملائه أو الأساتذة، أو من العاملين بالمؤسسة تجاه التلاميذ.وتعددت أشكال العنف بين الجسدي، اللفظي، النفسي، وحتى الإلكتروني الذي أصبح ينتشر بين صفوف التلاميذ عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن بين ابرز عوامل انتشار هذه الظاهرة، نجد غياب التواصل بين الأسرة والمدرسة، وضعف التأطير النفسي والاجتماعي داخل المؤسسات التعليمية، إضافة إلى تأثير المحيط الخارجي ووسائل الإعلام التي تروّج للعنف بشكل غير مباشر. كما لا يمكن إغفال الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تخلق بيئة خصبة لتفريغ الغضب والسلوك العدواني.
وأكد المتدخلون أن انعكاسات العنف المدرسي لا تقتصر على الضحية فحسب، بل تمتد إلى المجتمع ككل، إذ تزرع الخوف داخل الوسط التعليمي، وتؤثر سلباً على التحصيل الدراسي، وتخلق جيلاً فاقداً للثقة في المدرسة كمؤسسة للتربية والتكوين.
وفي ما يخص آليات المواجهة والحلول، تم اقتراح مقاربات متعددة:
• المقاربة الوقائية، عبر تعزيز التربية على القيم، وإشراك الأسرة في تتبع سلوك الأبناء.
• المقاربة العلاجية والمرافقة، من خلال الدعم النفسي للتلاميذ المتأثرين بالعنف.
• المقاربة الردعية، عبر تطبيق القوانين الزجرية في حق المعتدين داخل الوسط المدرسي.
• المقاربة التشاركية، التي تقوم على تعاون جميع المتدخلين: الأسرة، المدرسة، المجتمع المدني، والسلطات المحلية.
كما تمت الإشارة إلى أهمية الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة في هذا المجال، عبر اعتماد مقاربة تركيبية تجمع بين الردع والوقاية والتأطير التربوي ك فنلندا تونس و كندا.
وفي ختام الاجتماع، شددت الأستاذة رجاء بنحنة على ضرورة جعل محاربة العنف المدرسي مسؤولية جماعية، تبدأ من الأسرة، وتمر عبر المدرسة، وتنتهي بالمجتمع، مؤكدة أن المدرسة يجب أن تبقى فضاءً آمناً يضمن التكوين والتربية على قيم الاحترام والتسامح.



