مأساة جديدة في سبتة.. البحر يواصل ابتلاع أحلام المهاجرين
مأساة جديدة في سبتة.. البحر يواصل ابتلاع أحلام المهاجرين

السفير 24
تتواصل المأساة الإنسانية المرتبطة بالهجرة غير النظامية على سواحل سبتة، حيث جرى صباح اليوم الأربعاء، حوالي الساعة العاشرة، العثور على جثة مهاجر بشاطئ منطقة “سان أمارو” قرب “إنفانتا إلينا” حسب ما أفادت به مصادر إعلامية محلية بسبتة.
وبذلك يرتفع عدد الجثث المنتشلة منذ بداية السنة الجارية إلى 28 جثة، في حصيلة مؤلمة تعكس حجم النزيف البشري الذي يخلفه حلم العبور نحو الضفة الأخرى.
وحسب المصادر ذاتها فإن هذا الحادث يأتي بعد أقل من 24 ساعة من العثور على جثة أخرى، في مشهد يلخص قسوة ضغوط الهجرة سباحة أو عبر قوارب متهالكة، حيث يتحول البحر إلى مقبرة مفتوحة للضحايا الحالمين بالعبور إلى الضفة الاخرى بحثا عن آفاق عيش أفضل.
المعطيات الأولية تشير إلى أن الجثة قد تكون لشاب يُرجح أنه من أصول مغاربية، كان يرتدي سروالا وقميصا، ومعه بعض أدوات السباحة، ما يعزز فرضية أنه حاول بلوغ سبتة سباحة، أو أن يكون قد تم الرمي به من قارب خلال محاولة عبور انتهت بطريقة مأساوية. وتؤكد المؤشرات الأولية أن الوفاة وقعت قبل ساعات قليلة فقط من العثور على الجثة التي طفت على سطح المياه.
وذكرت ذات المصادر أن المكان الذي تم العثور فيه على الجثة يعتبر صعب الوصول بالنسبة للقوارب، ما اضطر عناصر من الحرس المدني الإسباني إلى النزول على الأقدام للتحقق من البلاغ الذي أفاد بظهور جثة على سطح المياه قرب الصخور بالمنطقة المطكورة، قبل أن تستدعى فرقة الأنشطة تحت المائية التي تولت عملية الانتشال ونقل الجثة في انتظار استكمال الإجراءات القانونية.
وبانتشال الجثة الأخيرة يظهر مرة أخرى، أن البحر يقدم دليلا قاسيا على ثمن الهجرة، حيث يبتلع أرواح شباب تركوا وراءهم أسرا حالمة بلحظة لقاء، ليعود الخبر إليهم في هيئة مأساة.
إنها قصص متكررة لآلاف المهاجرين الذين يدفعهم اليأس والأمل معا إلى مواجهة المجهول، حيث يتحول الحلم أخيانا إلى غرق، والرحلة إلى وداع أبدي، فيما قد يصادف النجاح بعض التجارب الأخرى.