في الواجهةكتاب السفير

“بطة” الوداد و “نسر” الرجاء

"بطة" الوداد و "نسر" الرجاء

isjc

– بقلم: عزيز لعويسي

بعد تربعها على عرش كرة القدم الإفريقية عقب الظفر بكأس عصبة الأبطال، توجت “بطة” الوداد الرياضي رسميا بلقب البطولة الوطنية الاحترافية عن جدارة واستحقاق، تاركة مسافة أمان بينها وبين غريمها التقليدي الرجاء البيضاوي، وهذا التميز الكروي اللافت للنظر، ما كان له أن يتحقق حسب تقديرنا، لولا توفر الفريق على تشكيلة متجانسة ومتناغمة، عاكسة لانتدابات ناجحة منحت شروط الجاهزية والتنافسية والصلابة، ومدرب وطني في ربيع مساره المهني، نجح في إلباس الفريق ثوب البطل، لما تملكه من صرامة وواقعية وعناد، وبدون شك، فأعين البطة لن تتوقف عند عتبة التتويج الإفريقي وحدود اللقب الوطني، بل ستتجه نحو لقب كأس العرش، في محاولة مشروعة لحصد الأخضر واليابس، في لحظة كروية تواضع فيها “نسر” الرجاء.

أما الغريم التقليدي “الرجاء البيضاوي”، فقد عاكسته رياح التتويج والألقاب التي مالت كلية إلى كفة الوداد البيضاوي، واكتفى بلعب دور الوصافة بعدما خرج بخفي حنين من بطولة عصبة الأبطال الإفريقية، وإذا كان محبو وعشاق النسر الأخضر سيتقبلون على مضض تربع البطة الحمراء على عرش الكرة الإفريقية والوطنية، فنرى أن احتلال الرتبة الثانية في الدوري الاحترافي لكرة القدم، والمفضية إلى منافسات كأس عصبة الأبطال، هو أفضل ما كان بإمكان الفريق أن يقدمه، رغم بقائه في دائرة المنافسة على اللقب حتى الدورات الأخيرة، وذلك لأن الفريق لم يكن مقنعا في الكثير من المباريات التي أبعدته عن المتزعم الوداد البيضاوي.

وتواضع “النسر الأخضر” يعزى لعدة اعتبارات، منها التفريط في عدد من اللاعبين المميزين الذين شكلوا دعامة الفريق وقوته الضاربة من أمثال “عبدالاله حفيظي” و”سفيان رحيمي” و”ملانغو” وقبلهما المدافعين “بدر بانون” و”جواد الياميق” ولاعبين أخرين، وانتداب لاعبين أفارقة لم يقدموا الإضافة المرجوة أو تم الحكم عليهم بالبقاء بكرسي الاحتياط دون أن تمنح لهم الفرص الضرورية، والرهان على بعض الأسماء المحلية التي لم تبل البلاء الحسن إما لانعدام تجربتها أو لتواضع قدراتها، إضافة إلى عدم استقرار الإدارة التقنية في ظل تناسل قرارات إقالة المدربين، مما كان له عميق الأثر على الأداء العام للفريق، فضلا عن الأزمة المالية التي ظلت تتربص بالفريق الأخضر منذ سنوات، نتيجة سياسات واختيارات إدارية معيبة.

وفي جميع الحالات، وإذ نبارك للجماهير الحمراء تربع “البطة” على عرش كرة القدم الإفريقية والمغربية، نتمنى حظا أوفرا للنسر الأخضر، وسواء تعلق الأمر بوداد الأمة أو برجاء الشعب، فلابد أن نعترف أن الفريقين شئنا أم أبينا، يلعبان دور قاطرة كرة القدم المغربيـة، ويصنعان واحدا من أكبر “الديربيات ” الإفريقية والعربية والعالمية ومن أكثر تشويقا وإثـارة، فهنيئا للبطة الحمراء، أما “نسر الرجاء”، فنأمل كمحبين ومعجبين، أن يسترجع العافية في ظل الإدارة الجديدة بعيدا عن واقع “لكرارص”، وأن يضع نصب أعينه من الآن لقب كأس العرش حتى لايخرج من الموسم بخفي حنين، لكن ستكون في انتظاره “بطة حمراء” باتت خصما عنيدا، وكبح جماحها في مباراة نصف نهائي – موسم 2020-2021- سيعبد الطريق نحـو “مجد” كأس العرش …

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى