في الواجهةمجتمع

من أجل حفظ الذاكرة الحضارية لحي “كليز” بمراكش

من أجل حفظ الذاكرة الحضارية لحي "كليز" بمراكش

isjc

السفير 24 – محمد تكناوي

يعود تاريخ بناء حي جليز بمراكش إلى سنة 1913، و تؤكد بعض المصادر التاريخية، إن تسمية الحي الأوربي بحي “جليز” جاء  نسبة إلى جبل “كليز”، الذي يعتقد أن تسميته ذات أصل أمازيغي، وهي “إكيليز” وتعني الصخر الأسود. .

و تؤكد نفس المصادر أن المهندس المعماري “هنري بروست” هو من وضع تصميما لهذا الحي ، حيث راعا فيه، الهندسة المعمارية الأوربية وأيضا المغربية والأندلسية.

و يعد الحي الاوروبي او كليز من بين المعالم التاريخية المشهورة في المغرب، شكل جسرا للتواصل بين حضارتين مختلفتين المغربية والاوروبية، و جسد تاريخ عريق يحمل في طياته ابعادا ثقافية وعمرانية، إذ يمثل جزءا من ذاكرة مراكش نظير بناياته وشوارعه وأزقته التي تنفرد دون سواها بميزات معمارية تمزج كما سلف الذكر، بين ما هو أندلسي وكولونيالي أوروبي.

لكنّ هذا لم يشفع لهذه المعلمة في أن تنجوَ من بعض مظاهر الإهمال التي طالتها كما هو حال غيرها من المآثر التاريخية في مراكش وفي باقي مناطق المغرب، مما دفع بعض الفعاليات والكفاءات والاصوات المراكشية الغيورة خاصة من المهندسين المعماريين في البداية ، الى توجيه النداء عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، بخصوص راهنية تأسيس جبهة مدنية للدفاع وحماية الموروث الكولولياني بمدينة مراكش ، هدفها الاساس التصدي للتشويه و التدمير التي يتعرض الارث المعماري و البيئي خاصة بحي كليز. وهذه المبادرة المدنية، التي كان يحتويها بشكل حصري المجال الافتراضي،

توجت مساء يوم أمس الجمعة 20 ماي ، بعقد الجمع العام التأسيسي لـ “مؤسسة جليز Gueliz Fondation” ، حيث تمت مناقشة والمصادقة على مسودة القانون الاساسي للمؤسسة، والتأم هذا الجمع العام بدار سعيدة المنبهي، و عرف حضور ثلة من الأساتدة الجامعيين و الباحثين و الأطر والكفاءات أبناء المدينة.

وخلال الاجتماع، طالبت الفعاليات المذكورة بأهمية المحافظة على الموروث الثقافي لمنطقة جليز، وإعادة الاعتبار لتاريخ المنطقة العريق، كما طالبت بـضرورة مساهمة المجلس الجماعي والمنتخبين والفعاليات المدنية المراكشية في تثمين المواقع السياحية التاريخية المهمة بجليز، حتى تعود المنطقة لسابق عهدها، و توفير الشروط التي سبق وأن تم وضعها لمشروع تأهيل المدينة العتيقة بمراكش، وذلك من خلال جعله يحافظ على إرثه الحضاري والثقافي والإنساني، مع تثمين المعالم التاريخية والمواقع الأثرية المتواجدة به وإعادة الاعتبار للنسيج الحضاري المتميز به، إضافة إلى جعله قطبا مهما من أقطاب التنمية المستدامة والمندمجة، والحفاظ على المكاسب التاريخية التي يتميز بها».

وفي ختام الجمع العام الذي ميز اطواره نقاش مسؤول و موضوعي ، تم انتخاب الهياكل التنظيمية للمؤسسة ، حيت انتخب الجمع ، وباجماع الحاضرين المهندس الرحموني المكي رئيس المؤسسة، وباقي مكونات المكتب المديري، والمجلس الإداري.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى