في الواجهةكتاب السفير

لماذا ميلونشون ؟ الرئاسيات الفرنسية

لماذا ميلونشون ؟ الرئاسيات الفرنسية

isjc

* خالد بوخش

تمخضت الإنتخابات الرئاسية في فرنسا بتأهل الليبرالي ماكرون و اليمينية المتطرفة مارين لوبين إلى الدور الثاني حيث سيكون حسم الرئيس الجديد لفرنسا.

و المفاجأة التي جاءت بها هذه الإنتخابات هو انبعاث اليسار الفرنسي بزعامة ميلونشون مؤسس “فرنسا غير الخاضعة” الذي تحصل على 22% من مجموع الأصوات بفارق ضئيل 0.8% وراء اليمينية المتطرفة مارين لوبين.

هذه النتيجة بالنسبة لليسار كانت مفاجئة للمد اليميني المتطرف و تضرب كل أوهام الايديولوجية الرأسمالية التي ما فتئت تفتي بنهاية روح الفكر اليساري الإشتراكي في المجتمعات المعاصرة.

ماكرون و لوبين و زمور ” اليميني المتطرف ” و باستعمال كل أدواتهم الإعلامية الدعائية لم يستطعوا نمذجة المجتمع الفرنسي الأبي و الذي أعطى نسبة كبيرة من أصواته لممثل الفكر اليساري الإشتراكي ميلونشون.

هذا يدل على أن الروح الإشتراكية مازالت تسري في عروق المجتمعات الإنسانية رغم الآلات و الأدوات الدعائية التي يستعملها اليمين المتطرف ” لوبين و زمور في حالة فرنسا” من أجل تغذية النعرات و الحزازات بين اختلافات الشعوب.

ميلونشون؛ لم يبني برنامجه الانتخابي على الكراهية على غرار زمور و لوبين”؛ بل دعا و بقوة، منذ أن دخل إلى المشهد السياسي الفرنسي، إلى الدفاع عن المهاجرين و خاصة المسلمين و فند كل ادعاءات زمور و لوبين التي تقوم على كراهية الآخر؛ و متى كان مشروع مجتمعي قائم على كراهية الآخر ناجحا؟

مقولة صراع الحضارات “لهانتنكتون” التي يقتات منها و عليها زمور و لوبين لم تعد تنطلي على شريحة مهمة من الفرنسيين الذين علمتهم التجارب أن التركيز على الاختلافات الدينية و الثقافية بين الفرنسيين و بين الناس جميعا لن يزيد الأمر إلا استفحالا.

و العلمانية كما يقول دائما ميلونشون لا تعني كراهية الآخر المختلف كما يريد زمور و لوبين تمريره بطرقهم الملتوية و المضللة، بل هي الحيادية و الوقوف على نفس المسافة بين جميع الأديان و الملل و ضمان حرية العقيدة و التعبد للجميع.

مرة أخرى؛ أصبح الفرنسيون واعون بأن الإرهاب و الإجرام لا دين له و له أسباب سوسيولوجية و اقتصادية و ثقافية أكثر من الدين في حد ذاته، و العمل يجب أن ينصب على تجفيف المجتمعات من أولياء و أصحاب الفكر الإجرامي و الإرهابي و خصوصا رجال الدين و الفقهاء الذين يقتاتون كما يقتات زمور و لوبين من نفس الخطاب العدائي الكاره اتجاه الآخر المختلف.

و ننهي المقال بقولنا كما قال ميلونشون ” لا تعطوا صوتا واحدا لـ” لوبين” بخصوص استحقاقات الدور الثاني بينها و بين ماكرون.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى