في الواجهةكتاب السفير

وسائل الإعلام الموجهة للجالية ودورها في التعبئة وتصحيح صورة الإسلام في الغرب

isjc

السفير 24 – الدنمارك : ذ. البشير حيمري

من بين إيجابيات الأنظمة الديمقراطية في الغرب، قبولها بالتعدد الثقافي ، الذي يعني أشياء كثيرة منها حرية ممارسة الشعائر الدينية ،وحرية التواجد داخل المشهد الإعلامي السمعي البصري، الذي يضمن لكل واحد حرية التعبير، مما مكن العديد من تأسيس منابر إعلامية موجهة للأقليات العرقية، وإذاعة السلام واحدة من المنابر الإعلامية الموجهة للجالية المغربية بالعربية والأمازيغية .

وكإعلاميين في القناة حريصين على احترام الشروط التي وضعتها وزارة الثقافة ،وهي الوزارة الوصية على قطاع الإعلام في الدنمارك، السمعية البصرية والمكتوبة .

والوزارة ربطت الدعم باحترام شروط معينة في إعداد البرامج التي تكون مبنية في الأساس على احترام أسس الديمقراطية في الدنمارك وقيم التعايش والتسامح الذي بني عليه المجتمع الدنماركي، وضرورة مواكبة مايجري في المجتمع من تحولات وتطورات مرتبطة بالواقع السياسي.

فراديو السلام كمنبر إعلامي ينخرط باستمرار في توجيه الجالية المغربية بالعربية والأمازيغية خصوصا في كل المحطات الانتخابية التي يعرفها البلد، وقد استضفنا في محطات عديدة سياسيون من مختلف الأحزاب السياسية لتوضيح برامجهم وإقناع المستمعين بالتصويت عليهم .

دورنا في إذاعة السلام لا ينحصر فقط على فسح المجال للنقاش السياسي ،بل ندعو كذلك للمشاركة المكثفة والانخراط في الأحزاب السياسية هدفنا الأساسي للإندماج في المجتمع الدنماركية، وبناء جسر للتواصل بين المجتمع المغربي بلد المنشأ والمجتمع الدنماركي
من صميم اهتمامنا كذلك في راديو السلام .

فالضرورة تفرض تقديم التنوع الثقافي الذي يزخر به المغرب، وتقديمه في برامج نستضيف فيها مختصون، يبرزون فيها المغرب كبلد ذو حضارة عريقة، يتميز شعبه بالتعدد الثقافي منذ أربعة عشر قرنا، بحيث عاش المسلمون واليهود فكانت قيم التسامح والتعايش أساس العلاقة التي تجمع مكونات المجتمع المغربي منذ مئات السنين، وكان المغرب بذلك بلد يضرب به المثل في العالم وسيبقى كذلك.

حريصون في إذاعة السلام أن نواكب التطورات التي تجري في المجتمع الدنماركي والتي من بينها التأكيد على الإنخراط في الحياة السياسية ومتابعة ما يجري من نقاش سياسي في المجتمع، وعندمان تحدث عن الحياة السياسية يعني دعوة مفتوحة للجالية المغربية والعربية للإنخراط في الحراك السياسي الذي يعرفه المجتمع الدنماركي وأوروبا بصفة عامة، وهي فرصة لنا كإعلاميين للدعوة للإنخراط في الأحزاب السياسية الدنماركية للدفاع من داخل هذه الأحزاب على حقوقنا كأقليات وكمواطنين يحملون في أغلبهم الجنسية الدنماركية، مع الإشارة أننا نتمتع بالمواطنة الكاملة في المجتمع الدنماركية.

إن انخراط الجاليات العربية ومن بينها الجالية المغربية في الأحزاب السياسية الدنماركية مهم جدا لمعرفة برامج هذه الأحزاب وفرصة لنا لتصحيح العديد من المعطيات المتعلقة بالإسلام كدين يحتل المرتبة الثانية في الدنمارك، إذا من الأهمية بمكان أن يلعب المنبر الإعلامي “راديو السلام” دورا في دفع أكبر عدد من المغاربة بالإنخراط في الحياة السياسية، وبالتالي الإندماج في المجتمع الدنمارك.

راديوالسلام يلعب دورا في تصحيح الصورة النمطية للإسلام في عيون الآخر، وإبراز الثقافة المغربية من صميم اهتمامنا.

التنوع الشامل في الموسيقى وفي اللجهجات وفي التقاليد والعادات وفرصة لنا كإعلاميين لإبراز الحضارة المغربية المتجذرة في القدم، إذا دورنا كإعلاميين هو الحديث عن هذه المعالم والآثار التاريخية التي تشهد بقدم الحضارة المغربية.

ومادام أن الإسلام الدين الثاني في الدنمارك، فمهمتنا كإعلاميين الحديث عن النموذج المغربي للتدين والذي عاش عليه المغاربة لقرون عديدة ،نموذج مبني على قيم التسامح والتعايش، نموذج مبني على الوسطية والاعتدال، ونبذ العنف والتطرف والإرهاب.

هذه القيم، المغاربة حريصون عليها في كل المؤسسات الإسلامية الموجودة في الدنمارك وفي عموم أوروبا، والتي تجعل من العديد من المهتمين في عموم أوروبا ينوهون بها.

إننا في منبر إذاعة السلام واعون بالتحديات التي نعيشها في الدنمارك وفي الغرب بصفة عامة، ونشتغل على التعايش والعيش المشترك ونبذ التطرف والإرهاب، ومن الأهمية كذلك أن نعد برامج لحماية الأجيال المزدادة في الدنمارك ، وفي عموم أوروبا من هذه الآفة الغريبة عن ثقافتنا وعن مجتمعنا المغربي .

إننا حريصون في منبرنا الإعلامي على التوجيه الديني ومتابعة الشأن الديني والدلو برأينا في كل الأمور، وبالخصوص الدور الذي يجب أن تلعبه كل أسرة في بناء الإنسان ،وفي نجاح الجيل في الدراسة والتكوين، فدور الأسرة يأخذ نصيبا أوفرا في برامجنا لأنها هي المسؤولة الأولى في تربية الأجيال وفي بناء الإنسان في المجتمع الدنماركية، هل حققنا خلال عملنا المتواصل في الإذاعة الأهداف التي رسمناها؟

لقد خلقنا نقاشا وسط الجالية العربية والمغربية ،واستطعنا في ظرف وجيز أن نستقطب شريحة عريضة من المتابعين بالعربية والأمازيغية، واستطعنا أن نكون مؤثرين في العملية الإنتخابية من خلال المشاركة المكثفة في المحطات الانتخابية، وكان لنا دور في فوز اليسار في الانتخابات الأخيرة، والتطورات التي يعرفها المجتمع الدنماركي تفرض علينا بذل المزيد من الجهود والتعاون بين المؤسسات الإسلامية والإنفتاح على المنبر الإعلامي ضروري، وتجاوز الصراعات الداخلية التي تغذيها جهات خارجية يسيئ لصورة الإنسان المغربي.

نحن أمام منعطف خطير يتطلب التلاحم والتشبث بالقيم الإنسانية النبيلة والمشتركة مع المجتمع الدنماركية، ولتكن البداية بالتفكير بجدية في جعل الإسلام وقيمه المثلى من أسس سلوكنا اليومي، واحترام القيم الديمقراطية الدنماركية واستغلال مجال الحريات سيجعلنا من دون شك نتجاوز هذه الصراعات التي تعيشها العديد من المؤسسات الإسلامية في الدنمارك، والرجل المناسب يجب أن يكون في المكان المناسب.

إننا نعيش في مجتمع ديمقراطي وعلينا أن نحترم القوانين الدنماركية ونلتزم بها في حياتنا وسلوكنا اليومي، وقبل أن أختم تحليلي ،لابد من الإشارة كذلك أننا جعلنا من قضية الصحراء موضوعا مهما في برامجنا واستضفنا أساتذة مختصين في الملف لتوضيح وتصحيح العديد من المعطيات، وهي فرصة كذلك لتلعب الإذاعة دورا لتأطير الفعاليات المغربية في هذا الملف ولم نأل جهدا لتعزيز التعاون بين أحزاب مغربية والأحزاب التي حكمت الدنمارك خلال مدة طويلة، ومن خلال ذلك نحاول دائما بناء جسر بين المغرب والدنمارك. 

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى