واقع الاعلام الطفولي العربي
* بقلم: علي العربي – تونس
لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية الاعلام في وطننا العربي باعتباره المرآة العاكسة لأحلامنا و ألامنا اليومية، من خلال تصفح البرامج التلفزية و الاخبارية في اطار التفاعل مع أدق جزئياتها و محتواياتها ، حيث تنوعت المضامين و الرسائل التي تتلقفها أعين المتلقي العربي مما تجعله يعيش ردهات الحدث و يغوص في أسراره و تجلياته العميقة.
ولكن أي تأثير لهذا الاعلام العربي على الطفل العربي الذي يعد من أكثر الفئة المستهلكة للبرامج الكارتونية التي عادة ما تلقى عميق الأثر في عقولهم ووجدانهم؟؟ ان البرامج الاعلامية التي تأثثها شخصيات على الرغم من مقدار الحب الذي تجده في صفوف الأطفال ، لم تستطيع أن تلبي طموح الطفل العربي من مجالات نفسية تربوية و تقنية على غرار جودة الصورة و حركاتها ، في اطار مواكبة النقلة النوعية للبرامج التلفزية العالمية في مستوى الانتاج و الصياغة و دقة المضمون ، التي استطاعت ان تنشأ جيلا متشبعا بقيم الابداع و الابتكار في اطار تكوين الذات و تأهيلها كي تلعب دورا بارزا في المجتمع.
ان الاعلام العربي الموجه للطفل ما زال لم يتخلص من التبعية لمراكز الانتاج العالمية لأفلام الكارتون على غرار شركة ديزني الرائدة ، حيث ترصد الآلاف من الملايين من أجل اقتناء افلامها و دبلجتها و جعلها لقمة طيعة لتقديمها لأطفالنا ، في الوقت الذي كان فيه من الممكن تسخير هذه المبالغ لانتاجات عربية محظة تنبع من ثقافتنا العربية الأصيلة و هويتنا مما يؤهلها لمجاراة نسق التطور العالمي و تكون حصنا منيعا تقي أطفالنا من كل مظاهر الاستلاب الفكري ، و طمس هويتهم الوطنية خاصة في ظل تنامي ظاهرة العنف داخل المجتمعات.