العجلاوي: مقترح البوليساريو الجديد “هروب إلى الأمام” يعكس ارتباكاً سياسياً وعزلة دولية
العجلاوي: مقترح البوليساريو الجديد “هروب إلى الأمام” يعكس ارتباكاً سياسياً وعزلة دولية

السفير 24
اعتبر الدكتور الموساوي العجلاوي، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، أن المقترح الجديد الذي تقدمت به جبهة البوليساريو إلى الأمين العام للأمم المتحدة، يعكس “نزعة انفصالية وهروباً إلى الأمام”، في محاولة لتجاوز واقع سياسي معقد تعيشه الجبهة.
وأوضح العجلاوي، في تصريح صحفي، أن الرسالة الموجهة إلى أنطونيو غوتيريش “مجرد مناورة سياسية ترتبط عضوياً بمراكز القرار في الجزائر”، مذكّراً بأن “البوليساريو، منذ تأسيسها سنة 1974، لم تمتلك يوماً استقلالية قرارها، بل ظلت خاضعة لتوجيهات النظام الجزائري”.
وأشار إلى أن المتغيرات الإقليمية الراهنة، خصوصاً مع الدينامية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لحلحلة النزاع على أساس مبادرة الحكم الذاتي، أربكت قيادة الجبهة وأظهرت غياب رؤية واضحة لدى الجزائر التي ترفض أو تتحفظ على هذا الخيار.
وأكد العجلاوي أن هذا الغموض يجعل مواقف البوليساريو والجزائر “بعيدة عن مسار التسوية الواقعية”، لافتاً إلى أن قيادة الجبهة تلجأ إلى “دبلوماسية البيانات” لطمأنة الرأي العام الجزائري والمحتجزين في مخيمات تندوف وسط تراجع الدعم الدولي واتساع العزلة الإقليمية.
وأضاف المحلل السياسي أن “التخبط الداخلي للجبهة تجسد في تسريب مسودة المشروع الأمريكي عبر وكالة أنباء قريبة من جناح داخلي تابع لخارجية البوليساريو”، ما يعكس، حسب قوله، “انقساماً داخلياً وضعفاً في التحكم بالخطاب السياسي والإعلامي”.
وتابع العجلاوي أن مشروع قرار مجلس الأمن الأخير حول الصحراء المغربية أكد أن مبادرة الحكم الذاتي، التي قدمها المغرب عام 2007، تمثل “الإطار الواقعي والوحيد” للتوصل إلى حل نهائي ودائم، مشيراً إلى أن الدول الأعضاء جددت دعمها الواسع لهذه المبادرة لما تتسم به من “جدية وواقعية ومصداقية”.
وختم العجلاوي بالقول إن “النظام الجزائري لا يبدو مستعداً للانخراط في المخطط الأمريكي إلا في حدود عودة العلاقات مع المغرب، بينما تبقى البوليساريو محاصرة بعزلتها الدولية والقارية”.



