
السفير 24
أثار المقال الذي نشرناه في “السفير 24” تحت عنوان “برشيد.. رجال الأمن يجسدون المهنية والانفتاح رغم حملات التشويه الممنهجة” نقاشًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والحقوقية، نظراً لتناوله موضوعًا حساسًا يتعلق بصورة المؤسسة الأمنية، وما يرافقها من محاولات متكررة لتشويه المجهودات المبذولة من طرف عناصرها.
لقد حرصنا في “السفير 24” على معالجة هذا الموضوع من زاوية مهنية بحتة، هدفها إبراز الجهود الميدانية لرجال الأمن في إطار احترام القانون والانفتاح على المواطنين ووسائل الإعلام الجادة، دون تهويل أو انحياز. فالدفاع عن المؤسسة الأمنية لا يعني التطبيل أو التملق، بل هو دفاع عن مبدأ الدولة وهيبتها، وعن احترام النظام العام وسيادة القانون.
غير أن بعض الأصوات التي تفتقر لأبسط مقومات العمل الصحفي، حاولت الركوب على النقاش وتحريف مضمونه لأغراض شخصية. أشخاص يقدمون أنفسهم كـ“محللين” أو “إعلاميين”، دون أن يمتلكوا الحد الأدنى من التكوين الأكاديمي أو الأخلاقي، بل يعتمدون على “الهواية” والمجاملة، ويتخذون من المقاهي منابر لتوزيع الألقاب والتصريحات، في مشهد يسيء للمهنة ويُفقدها وقارها.
إننا في “السفير 24” نرفض بشكل قاطع هذه الممارسات التي تضر بصورة الصحافة الحقيقية، ونؤكد أننا مؤسسة إعلامية مهنية قائمة على طاقم صحفي ذي تكوين أكاديمي عالٍ وخبرة ميدانية واسعة. نشتغل بمسؤولية واحترام تام لأخلاقيات المهنة، ونتحرى الدقة والمصداقية في تناولنا لكل المواضيع، بما يخدم المصلحة العامة ويحترم جميع المؤسسات دون استثناء.
وفي هذا السياق، نوجه رسالة صريحة إلى من يحاول الاصطياد في المياه العكرة أو التشويش على مصداقيتنا: إن عدتم عدنا. وإذا تمادوا في حملاتهم المأجورة ومحاولاتهم الرخيصة، فإننا في “السفير 24” سنفتح الملفات علنًا، وسنكشف للرأي العام الطرق الملتوية التي أصبح بها البعض “صحفيين”، وكيف تسلّل عدد منهم إلى الميدان عبر بوابات مشبوهة، دون تكوين أو كفاءة أو حتى أخلاق مهنية. فزمن الصمت انتهى، ومن يظن أن بإمكانه تلويث سمعة الصحافة الجادة سيجد أمامه من يفضحه بالحجة والدليل.
كما نذكّر أن الصحافة ليست منبرًا للهواة أو وسيلة لتلميع الذات، بل مسؤولية أخلاقية تقتضي الالتزام بالموضوعية والاحترام. ومن لا يملك أدوات التحليل والفهم، لا يمكنه أن يقدّم قراءة مهنية أو أن ينصّب نفسه وصيًا على الميدان الصحفي.
إن “السفير 24” ستظل صوتًا حرًا ومسؤولًا، تنقل الحقيقة دون تزييف، وتدافع عن شرف المهنة ضد كل محاولات التشويش أو الإساءة. فالفرق واضح بين الصحافة المهنية القائمة على المصداقية، وبين “صحافة المقاهي” التي تقتات من الضوضاء والتملق بحثًا عن شهرة زائفة.
ومن موقعنا في “السفير 24”، نؤكد أن رسالتنا الإعلامية ستبقى قائمة على المهنية، النزاهة، والاحترام، بعيدًا عن كل أشكال الابتذال أو المتاجرة بسمعة المهنة.



