في الواجهةكتاب السفير

جمهورية “أحمد مطر”

جمهورية "أحمد مطر"

le patrice

السفير 24 – نورالدين زاوش

أغرب جمهورية عرفها العالم منذ أن خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام “جمهورية الريف”، التي “أسسها” كبرانات الجزائر، قبل حتى أن يؤسسوا دولتهم اللقيطة؛ والعجيب في هذه الجمهورية أن عدد حروف اسمهما الخمسة يفوق عدد سكانها الأربعة؛ جمهورية بدون شعب أو أرض أو حدود أو تاريخ أو عَلَم أو نشيد وطني، وبدون عِلْم أحد؛ مما لا شك فيه أن هذا النظام “العبقري”، قد اتبع بالحرف وصفة الشاعر العراقي الساخر “أحمد مطر” في طريقة إنشاء الدول حينما قال:

“أحضِر سلة.. ضع فيها صُحُفاً منحلّة.. ضع مذياعاً.. ضع بوقا.. ضع طبلة؛ ضع كلباً يعقر بالجملة يسبق ظله؛ يلمح حتى اللاأشياء ويسمع ضحك النملة! واخلط هذا كله وتأكد من غلق السلة، ثم اسحب كرسيا .. واقعد؛ فلقد صارت عندك دولة”.

بعد النجاح اللافت الذي حققته خطة تأسيس “الجمهورية الصحراوية الفنكوشية” في إرجاع الجزائر إلى حقبة ما قبل التاريخ؛ ونجاحها في إرجاع الجزائريين الأبرياء إلى عصر ما قبل اكتشاف النار، وبعدما أشرف هذا المسلسل الذي عمّر قرابة نصف قرن على نهايته، عزَّ على نظام الكابرانات “الرحيم” أن يرى شعبه الشغوف بمسلسلات الإثارة والخيال العلمي بلا حلقات يترقب صدورها كل يوم؛ فبادر إلى إصدار النسخة الثانية من هذا المسلسل البئيس، وجعل عنوانها “جمهورية الريف” مدّعيا أن عبد الكريم الخطابي قد أسسها سنة 1920م.

العجيب في الأمر، أن المجاهد عبد الكريم الخطابي، رحمه الله تعالى، وهو يؤسس جمهورية الكراغلة الثالثة لم ينس أن يُلحق ولديه “محمد” و”عبد السلام” بالجيش الملكي المغربي؛ كي يقاتلا في صفوفه ضداًّ على الخونة والانفصاليين. إذا دل هذا عن شيء فإنما يدل على أن أيقونة الريف قد أسس بالفعل هذه الجمهورية؛ لكن في رؤوس الكراغلة المليئة بالوساوس والهلاوس وليس في مكان آخر.

إن موضوع “دعم جمهورية الريف” الذي خصص له النظام الكُرْغلي يوما كاملا لم يثر حفيظة المملكة المغربية الشريفة، ولم يسترع انتباهها؛ لأنها بكل بساطة منشغلة عن هذه الشطحات التي لا تتوقف بصنع طائرات الدرون المقدسة، وببناء مصانع الأسلحة المتطورة، في أفق أن يصبح المغرب أول قوة عسكرية مُصدرة في إفريقيا؛ ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه.

عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة*

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى