في الواجهةكتاب السفير

الجمهورية الصحراوية المتنقلة في “الصاكوشات”

الجمهورية الصحراوية المتنقلة في "الصاكوشات"

le patrice

السفير 24 – بقلم: نورالدين زاوش

ولج القاعة وهو يتسلل كالجرذان، ووضع مؤخرته النتنة على الأريكة وهو يتنطط كالقرد، ثم التفت يُمنة ويسرة كما يفعل الثعلب، وبعدما اطمأن إلى أنه لم يُلفت انتباه أحد، أخرج من محفظته الغليظة، أغلظ حتى من رأسه الغليظ، يافطة وضعها على الطاولة مكتوب عليها “الجمهورية الصحراوية”، ويقصد “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المتنقلة في المحفظات والصاكوشات”.

إنها ليست قصة من قصص ألف ليلة وليلة؛ بل هي أشبه ما يكون بقصص “كليلة ودمنة”؛ حيث صرّف “ابن المقفع” الطرائف والأمثال على شكل قصص جعل روادها من الحيوانات؛ ولعل أشبه قصة لما قامت به الجزائر في مؤتمر “تيكاد” باليابان بإقحامها منظمة البوليساريو عنوة، قصة الغزالة التي تم اغتصابها في الغابة، فعقد الأسد مجلسا ليتدارس هذه المعضلة، وما إن بدأت الجلسة حتى أخذ القرد الكلمة معبرا عن استعداده لأن “يستر” الغزالة، فصاح الأسد في وجهه: هلاّ سترت نفسك أولا.

فهذه الجزائر المنبوذة إقليميا والمعزولة دوليا، والتي لا تملك أدنى حيز للتأثير في السياسات الدولية، تريد أن تجد “لدولةٍ” من ورق مكانا بين أعتى الدول؛ إلا أن اللافت في الأمر ليس المحاولة السخيفة لتزوير حضور البوليساريو في قمة ليست مدعوة إليها أو لمثيلاتها؛ بل العجيب في الأمر كيف تمكنت “غرفة الفار” التابعة للاستخبارات المغربية من تتبع العملية من مبدئها إلى منتهاها، وتسجيلها صوتا وصورة باحترافية منقطعة النظير؟

إن المملكة المغربية الشريفة، التي أمَّنت مونديال قطر باقتدار، وبطولة أوروبا في ألمانيا باحترافية، وأمنت الألعاب الأولمبية الأخيرة في فرنسا، حتى وشحت الشرطة الوطنية الفرنسية السيد “عبد اللطيف حموشي” المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني بمدالية الشرف، لقادرة على معرفة نوع الحفاظات التي يرتديها شنقريحة وهو يتوعد المغرب بحرب طاحنة، طبعا لا يقصد حربا شبيهة بمعركة “أمكالا” التي كان فيها أسيرا لدى القوات المسلحة الملكية، والتي يبدو أنه ما زال يتجرع مرارتها إلى اليوم.

عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة*

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى