في الواجهةمجتمع

خروج عائلة مغربية من “نوفا كاخوفكا” الى “خيرسون” الأوكرانية.. دبابات مدمرة وألغام أرضية

خروج عائلة مغربية من "نوفا كاخوفكا" الى "خيرسون" الأوكرانية.. دبابات مدمرة وألغام أرضية

isjc

السفير 24 – عبد الواحد بنديبة 

“وصلنا الحمد لله لمدينة خيرسون جنوب أوكرانيا الآمنة نسبيا، بعد رحلة عجيبة وغريبة، في الآن ذاته، من نوفا كاخوفكا متجاوزين خمسة عشر حاجزا عسكريا للجيش الروسي الذي يسيطر على المدينتين معا”، هكذا افتتح أمين الراي حديثه مع “السفير 24” ، ونبرة صوته تتأرجح بين خفة الدم الممزوج بالنكتة الدرامية والفكاهية في الوقت نفسه.

أمين المتواجد في أوكرانيا منذ خمس سنوات مضت، قضى منها ثلاثا في العاصمة كييف، قال إنه خرج صبيحة اليوم السابعة صباحا من مدينة نوفا كاخوفكا، صحبة زوجه وطفلته، ليتفاجأ بسائق السيارة التي تؤجرها إحدى الشركات لنقل الفارين من الحرب، يرفض إدخال مهد طفلته صابرينا، بحجة عدم وجود مكان شاغر لها، حينها استشاط أمين غضبا، سرعان ماتحول لهدوء لم يفمهمه هو نفسه، لكنه كان هدوءا استراتيجيا ونفسيا لربح الوقت والاتصال بسائق سيارة أجرة ثان، اتفق معه آداء 2500 دولار كثمن لرحلة النجاة الأولى اتجاه خيرسون، جعلت وفاض جيبه فارغا من دون “كريفنة” واحدة وهي العملة الأوكرانية، حينها ستدخل الرحلة غمارا تحفها حواجز عسكرية عديدة بقصص متنوعة.

كان الحاجز العسكري الأول بعد خروجنا من نوفا خاركوف، مشهدا عنصريا واضحا حسب تعبير أمين” الجنود الروس طلبوا جواز سفري بالذات حينما لاحظوا اختلاف لون بشرتي على لون زوجتي، ولم يبالوا ولم يوجهوا لزوجتي ومن معي أدنى سؤال، كما فتشوا حقائبي”.

أما الحاجز العسكري الثاني، فلم يتجاوز الثاني سوى بخمس دقائق كمدة زمنية فاصلة بينهما”هذه المرة كان المشهد فكاهيا ممزوجا بروح الغزو الروسي والرغبة الجامحة في الاحتلال، استوقفنا الجنود ونحن نمزح محاولين التخفيف من هول الحرب، فإذا بعساكر الحاجز يبتسمون في وجه السائق قائلين عليكم الاستعداد وتحضير أنفسكم سنستقبلكم قريبا ضيوفا داخل دونتسك ودونباس اللتان ستعودان لنا بالكامل”.

كل ذلك في كفة والحاجز الثالث في كفة أخرى، “ثلاثة جنود يتوسطهم جندي قصير القامة بوقفة حازمة ورصينة يحمل البندقية المسننة كأنه يستعد للتصويب والتسديد، كان يضع قناعا صوفيا عسكريا يغطي كامل وجهه ويحجب ملامحه التي لا نراها وهي التي زادت من غرابة المشهد وحدته، بعدما طلب منا جوازات سفرنا بصرامة، بكلام قليل صيغته الأمر بتسليم الجوازات بسرعة، سرعان ما تحولت لليونة حينما أدرك هويتنا المغربية، حيث قال إنهم” كووول كلاس” دعمهم يمرون نسبة للمغاربة حسب الجندي الروسي.

أمين وهو يمر في الطريق من نوفا كاخوفكا” عاين مشهدا لم يكن يراه سوى في الأفلام ” الدبابات المدمرة تتخلل الطريق اتجاه خيرسون، رماد ونيران مشتعلة، فالروس يحكمون السيطرة على المنطقة الجنوبية “.

حينما بلغنا بوابة خيرسون يضيف أمين” كان علينا تحديد خيار الدخول، إما من الممر الأول أو الثاني، واحد منهما يتطلب منا الانتظار أزيد من ثلاث ساعات، والآخر مدته أقل زمنا، لكنه محفوف بمخاطر أبرزها الألغام الأرضية التي جعلت أبداننا تقشعر لهول المتوقع، ووجود قنابل قابلة للانفجار، لكننا سلكنا الممر الخطير نحن والسائق الذي جدد التأكيد أنه لايضمن سلامة الطريق الملغمة وهو يستغرب للعدد الكبير من الحواجز العسكرية التي استوقفتنا، إلى أن بلغنا خيرسون سالمين، حيث القصف خفيف في ضواحيها، ولم نسمع سوى قذيفتين اثنتين سقطتا قرب النهر، وهو أمر اعتدنا عليه منذ انطلاق الحرب الروسية على أوكرانيا، ولم نعد نولي له أدنى اهتمام”.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى