في الواجهة

دوار أفرزاز بجماعة الفايض يعيش عطشاً مزمناً وسط تجاهل رسمي ونداء مفتوح لإنصاف الساكنة

دوار أفرزاز بجماعة الفايض يعيش عطشاً مزمناً وسط تجاهل رسمي ونداء مفتوح لإنصاف الساكنة

le patrice

السفير 24

تعيش ساكنة دوار أفرزاز التابع لجماعة الفايض بقيادة الفايض، إقليم تارودانت، وضعاً مأساوياً متواصلاً منذ سنوات طويلة، بسبب الانعدام التام للماء الصالح للشرب، في مشهد يعكس التفاوتات المجالية العميقة التي ما زالت تعاني منها العديد من المناطق القروية بالمملكة.

لقد أصبحت ندرة المياه في أفرزاز معاناة يومية للسكان، الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة بحثاً عن الماء، في وقتٍ تتوفر فيه الدواوير المجاورة على شبكات تزويد منتظمة بالماء الشروب. ويضع هذا الواقع المؤلم الدوار المنسي أمام نموذج واضح لما يمكن تسميته بـ”مغرب يسير بسرعتين”، كما وصفه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أحد خطاباته السامية، داعياً إلى إيلاء عناية خاصة لسكان العالم القروي وتحقيق العدالة المجالية في الاستفادة من الخدمات الأساسية.

 

وفي هذا السياق، وحسب ما عاينته جريدة “السفير 24” وتأكدت منه من خلال اتصالاتها الميدانية، فإن الساكنة سبق أن وجهت العديد من الطلبات إلى الجهات المعنية قصد تمكينها من حقها المشروع في التزود بالماء الصالح للشرب. غير أن هذه النداءات المتكررة لم تلقَ إلى حدود الساعة التجاوب المطلوب من السلطات المحلية والإقليمية، رغم ما يمثله هذا الملف من بعد اجتماعي وإنساني وإنمائي عميق.

ومن جهة أخرى، عبّر السكان عن استغرابهم من تجاهل معاناتهم، خاصة وأن الدواوير المجاورة استفادت من مشاريع التزويد بالماء، في حين ظل دوارهم خارج نطاق الاهتمام، الأمر الذي يعمّق الشعور بالتهميش والإقصاء.

وفي اتصالٍ للجريدة برئيس جماعة الفايض، السيد أحمد أيت وكريم، أوضح أن الجماعة لم تدّخر جهداً في السعي لإيجاد حلٍّ جذري لهذا المشكل العويص، مؤكداً أن مصالح الجماعة سبق وأن راسلت مديرية التجهيز والماء سنة 2020 للقيام بثقب استكشافي للتنقيب عن الماء لفائدة دوار أفرزاز، غير أن العملية لم تكلل بالنجاح لعدم الوصول إلى الفرشة المائية.

وأضاف المتحدث ذاته أنه تمت مراسلة المديرية نفسها مجدداً مؤخراً من أجل إنجاز ثقب استكشافي جديد في موقع آخر، في انتظار تفاعل المصالح المعنية مع هذا الطلب الحيوي. علاوة على ذلك، قامت الجماعة بتجهيز مطفية بسعة 166 طناً من المياه لفائدة الساكنة،

في المقابل أكدت الساكنة أن تسرباً تقنياً في بنيتها حال دون احتفاظها بالمياه، ما جعل المبادرة لا تحقق هدفها المنشود.

وفي السياق ذاته، عبّر سكان دوار أفرزاز عن استيائهم العميق من استمرار هذا الوضع الإنساني القاسي، مطالبين السلطات الإقليمية وعلى رأسها السيد عامل عمالة تارودانت، بالتدخل العاجل عبر زيارة ميدانية للوقوف على حقيقة معاناتهم، وتنزيل التعليمات الملكية الداعية إلى تمكين ساكنة القرى من مقومات العيش الكريم، وعلى رأسها الماء، باعتباره عنصر الحياة وركيزة أساسية للتنمية البشرية والاجتماعية.

هذا، وتبقى معاناة دوار أفرزاز ليست مجرد أزمة ظرفية مرتبطة بشح الموارد المائية، بل قضية إنصاف اجتماعي وكرامة إنسانية، تضع الجميع أمام مسؤولية تاريخية لترجمة التوجيهات الملكية السامية إلى إجراءات واقعية تضمن العدالة المائية بين مختلف جهات المملكة.

إعلان gardenspacenouaceur

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى