
السفير 24
للأسف، تعود اليوم نفس الخُطّة المكشوفة: شباب يبادِر، يناضل، ينزل إلى الشارع، يتعرّض للاعتقال والضرب، ثم تأتي جهاتٌ جاهزة لِـ«صناعة» مسار النضال وتوجيهه نحو مطالبٍ لا تعبّر عن إرادة الشباب الحقيقية. هل ثمّة سرقةٌ أخطر من أن تُستغل تعبهم وعرقهم بهذه الوقاحة؟
اليوم يظهر خطاب موحّد موقّع باسم «المثقفين» و«الوجهاء» يرفع رسائل إلى أعلى المستويات، عنوانها الواضح: استثمروا في تعب الشباب واطلبوا لأنفسكم نصيباً من الزعامة. هذه المسرحية لا تُخفي في قرارة نفسها رغبةً في اختطاف الهبة الشعبية وتفريغها من جوهرها، بل أظنّ أنها محاولة متعمدة لإفشال الحراك الشبابي.
الشباب المغربي لم يولد بالأمس ولا يُمضي بمخططات جاهزة لصالح أطرافٍ خارجية. لديهم جرأةٌ ووعيٌ ووطنيةٌ تُبعدهم عن أي توجيه مُسبق. الذين خرجوا إلى الشارع لم يخرجوا من قوائم أحدٍ ولا بتلقين من أحد؛ لذلك محاولة «استعادة المبادرة» باسم شعاراتٍ أو يافطاتٍ مفبركة تكشف عن نوايا خطيرة وتجعل من الحراك مادة للاستهلاك السياسي.
ختاماً: لا ضير في التضامن المثقف الحقيقي، لكن الفخ يكمن في من يُخفي وراء حِملات «الوصاية» مصالحَ شخصية وسياسية. الشباب مطالبٌ بأن يحافظ على استقلاليته، والمجتمع مطالبٌ بأن يعرّي محاولات الركوب والاستغلال فور ظهورها.