في الواجهةمجتمع

وعكة صحية تدخل الاعلامي عبد الكريم الأمراني مصحة بالدار البيضاء

le patrice

السفير 24 – عبد السلام انويكًة

تعرض الأستاذ عبد الكريم الأمراني الصحفي ورئيس تحرير جريدة الأحداث المغربية سابقاً، لوعكة صحية طارئة أدخلته إحدى مصحات الدار البيضاء. والأستاذ الأمراني اسم وعنوان وقامة اعلامية غنية عن التعريف في تاريخ الصحافة المغربية وذاكرة اعلامية، اعطى الكثير للاعلام والصحافة وللرأي العام ل لعقود من الزمن، من خلال أولاً جريدة “الاتحاد الاشتراكي” وثانياً “الأحداث المغربية” التي كان رئيس تحريرها لسنوات منذ نهاية تسعينات القرن الماضي. صحفي شفاه الله تعالى كان له تفرده وهيبته وميزة وطابع ووقع وبصمة خاصة رافقته طيلة مشواره ومساره الاعلامي، ناهيك عما ميزه من جدية وتجديد وابداع في عمله ومساره الصحفي لعقود من الزمن، ومن تفان وحرص على صدقية الفعل الاعلامي ودفاع عن موقعه واستقلاليته. كان بفضل كبير في نشأة وايقاع ومسار “الاحداث المغربية” التي جعلها في صدارة المشهد الصحفي المكتوب بالمغرب لسنوات.

    ولعل السي عبد الكريم الأمراني من المناضلين الشرفاء في صفوف اليسار عموماً والاتحاد الاشتراكي خاصة منذ بداية السبعينات، قبل أن يجمد نشاطه في تأمل ذاتي لأكثر من عقدين من الزمن. ما كان عليه من نشاط وتأطير سياسي وتحرك ملفت للنظر، عرضه للاعتقال عدة مرات وقضى فترة في السجن وتم توقيفه عن العمل لفترة أدى فيها الثمن غاليا كأستاذ في التعليم آنذاك كما حصل لآخرين قبل قرار عفو شمل الجميع. ويُشهد للأستاذ عبد الكريم الأمراني بتكوين رفيع المستوى كجيل مخضرم، وبنزاهة فكر ومبدأ كذا بنظافة يد وحب وطن. رجل صريح واضح تلقائي لا معنى لأي مجاملة ولا مكان لصفات غير حميدة في سلوكه، يقول كلمة حق ولو على حساب ذاته ورزقه وحياته، تربيته في حضن الشبيبة الاتحادية جعلته بثقافة سياسية واسعة منذ بداية السبعينات، وبشخصية سياسية ذات طابع خاص وكاريزما وتعبير وتحليل ومقاربة خاصة للقضايا، جعلته ذاكرة سياسية على درجة عالية من الأهمية والرمزية لا يؤمن سوى بعدالة القضية كيف ما كان شأنها ومستواها. 

   والسي عبد الكريم الأمراني “القلب الكبير” و”القلب الأبيض” كما يقال رغم كل ما قد يقع، ينتمي لأسرة أصيلة عريقة شريفة شهيرة جمعت بين أعيان وعلماء وفقهاء، فجده كان نقيب الشرفاء العلويين بظهير سلمه له السلطان مولاي يوسف ووالده رحمه الله ورث «تامزوارت» بظهير أعطاه له الراحل الحسن الثاني إذن هو «شريف» ابن «شريف» حفيد «شريف». كان مفروضا أن يكون مساره مختلفا تماماً عن مساره الحالي، كأن يكون مثلا رجل سلطة أو عاملاً بل في موقع أكثر من ذلك، فوضع عائلته وعلاقتها بالمخزن كانا يؤهلانه للعب هذه الوظائف. أسرة السي عبد الكريم أسرة وطنية ارتبطت بالحركة الوطنية المغربية تحديداً حزب الاستقلال، الذي كان والده رحمه الله من المناضلين الأساسيين في صفوفه خلال فترة خمسينيات وستينيات القرن الماضي. في هذه الرحاب تعلم السي عبد الكريم معنى الحياة والوطن والانسان وحب الناس والصدق والأمانة والكرم والخير وحب الوطن.

    بعدما ألم به من وعكة صحية نتمنى له شفاء عاجلاً، كي يعود في بعافية جيدة لاستكمال ما هو بصدده من مذكرات خاصة، انهمك منذ مدة في ترتيب أوراقها وقراءة ماض وكتابة كتاب ضخم لا شك أنه سيتضمن عدداً من الأحداث والوقائع والتطورات التي عاشها، وجميع ما صادفه في مساره داخل حزب الاتحاد الاشتراكي أو في تجارب صحفية في جرائد “الاتحاد الاشتراكي” و”الأحداث المغربية” و”صوت الناس”. ما نتمنى أن ينتهي منه تنويراً للرأي العام وأن يصدر قريباً وهي المذكرات التي ربما ستكون في أجزاء قد تتجاوز الألف صفحة.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى