السفير 24| حيمري البشير الدنمارك
من خلال متابعتي المستمرة لملف الهجرة والشأن الديني في أروبا بالخصوص ،أثار انتباهي غياب مجلس الجالية المغربية الذي يتدخل في الشأن الديني باستمرار في فرنسا وغيرها من الدول الأروبية الأخرى رغم لأحداث الإرهابية التي ضربت العديد من المدن الفرنسية.
لقد سجلت باستغراب كبير تكرار زيارات أمين مجلس الجالية لبلجيكا وإسبانيا وهولندا ،وتحليقه المستمر في الأجواء الفرنسية ،دون أن يفكر في عقد ندوة من ندواته في هذا البلد الذي شهد أحداثا إرهابية مؤلمة ذهب ضحيتها مواطنون فرنسيون من الديانات السماوية الثلاثة ،أجهل الأسباب الحقيقية ولكن ماأعلمه هو تجاوز عدد المغاربة المليونين ،وبناء المغرب لثلاثة مساجد كبرى في ليون واستراسبورغ وإفري ضواحي باريز ،ثم أن المجلس غاب رغم الأحداث الإرهابية التي ضربت عدة مدن فرنسية وسقط على إثرها مسلمون ومسيحيون ويهود.
من حقنا أن نتساءل عن الأسباب الحقيقية التي جعلت فرنسا توقف تدخل السلطات المغربية في الشأن الديني في التراب الفرنسي وقرارها بمنع أي تمويل خارجي ،وأسباب المواقف التي أدلى بها عبد الله بوصوف في حق فرنسا بعد اتخاذها القرارات التي أسلفت الذكر
أعتقد أن فرنسا أدركت فشل المغرب تدبير الشأن الديني بمختلف مؤسساته و اتخذ ت قرار منع هذه المؤسسات في تدبير الشأن الديني بناءا على التقارير التي سجلتها الأجهزة الأمنية الفرنسية.
هذه حقيقة اقتنع بها كل المتابعين لتدبير الشأن الديني ليس فقط في فرنسا ولكن في كل الدول الأروبية
أعتقد آن الأوان للإستفاذة من التجربة والثقافة التي اكتسبها العديدمن الفرنسيين المعتنقين للإسلام من أجل إسناد مهمة تدبير الشأن الديني لهم ،ولا يجب أن تقتصر التجربة فقط على فرنسا ،بل يجب تطبيقها في كل الدول الأروبية ،لأن في الغالب كل الذين يعتنقون الإسلام في الغرب يعتنقون عن قناعة ،وشخصية الفيلسوف روجي جارودي شاهدة على ذلك.
إن إسناد تدبير الشأن الديني للغربيين في مختلف الدول الأروبية وهم الذين اعتنقوا الإسلام عن قناعة هو السبيل لمعالجة ظاهرة الإرهاب والغُلو ،ومواجهة الكراهية للإسلام والمسلمين في الغرب.
إن مهمة مجلس الجالية لا تقتصر فقط على دول معينة في حد ذاتها كبلجيكا وهولندا وإسبانيا وإنما مهمته يجب أن تشمل مكان تواجد كل المغاربة في كل أقطار العالم ،وأن تكون له الجرأة لتحذير كل مغاربة العالم من الفكر الوهابي.
لا أدري الأسباب التي جعلت الأستاذ بوصوف يولي اهتمامه فقط للدول الثلاثة ويشرك أشخاص من الدنمارك لاعلاقة لهم بالشأن الديني في ندوة الأئمة ببروكسل.
للتذكير فقط فعدد المغاربة في فرنسا تجاوز المليونين ومشاكل التطرّف كبيرة ،فكروا رحمكم الله في الأوربيين الذين اعتنقوا الإسلام في مختلف الدول الأروبية لتدبير الشأن الديني.