أقلام حرة

الفتنة نائمة لعن الله موقظها

le patrice

السفير 24| حيمري البشير/ الدانمارك

اليمن بلد الحضارة العريقة ،البلد الذي عاش انقسام لأكثر من عقدين من الزمن ،بين جزئ شيوعي والآخر رأسمالي وبعد سقوط حائط برلين ،سقطت عدن وتوحدت اليمن واتخذت صنعاء عاصمة للجميع تحت قيادة علي عبد الله الصالح ،لم يعرف الشعب اليمني انقساما طائفيا ،بل عاش انقساما إديولوجيا لفترة ،ثم آمن الجميع بالوحدة ،اليوم أشعلت يد الغذر نار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد ،فأصبح الحوثي شيعيا والباقي سنيا، لكن لم يسلم لا الحوثي ولا السني من قصف الطائرات التي تنطلق من المطارات السعودية والإماراتية ،ولا من الصراع الداخلي ،الذي خلف ضحايا كثر.
لم يبق أملا في النهوض ،لأن كل الفئات المتصارعة مصرة على السقوط ،بل بإنهاء مسار الآخر وتاريخه ومجده ،البنية التحتية في هذا البيت انهارت ،وعملية البناء تتطلب سنوات ،والمصالحة الوطنية باتت مستحيلة .البداية كانت عراقية ومسلسلها لازال لم ينتهي ،والشوط الثاني من المسرحية سورية و التي أنهت حضارات كانت آثارها المهشمة شاهدة على عهد الأمويين والعباسيين ،وتوالت المحن فأخذ اليمن نصيبه وستأتي الدائرة على من تبقى.

لن يسلم منها لا سعودي ولا إماراتي ولا لبناني ولا عماني ولا بحريني ،وأما قطر فأصبحت محمية تركية ،وربما إذا تطاولت عليها دولا تصبح ولاية من الولايات الأمريكية مادام مركزا لأكبر قاعدة أمريكية في الخليج العربي
هل الشعوب العربية قادرة على مراجعة المواقف وتصحيح ماأفسده الحكام في العلاقات بين الشعوب.

هل نحن قادرون على تجاوز المرحلةوتحقيق المصالحة ؟

هل سيحدث انقسام في السعودية والكويت والبحرين ماحدث في اليمن بين الحوثيين وبقية الشعب من السنة
هل ستلعب أمريكا وصنيعتها في المنطقة لعبتها لإشعال الفتنة في كل دول المنطقة التي ذكرت لتشتيت المشتت وتقسيم المقسم ،أم ستستعيد شعوب المنطقة المبادرة لتجاوز الإنقسامات من خلال ربيع أوخريف أوشتاء عربي مزلزل يسقط الأنظمة التي تمادت في الإستبداد وإذلال شعوبها.
إن ما تعيشه سوريا يجب أن يعرف نهايته والحرب بين الإخوة الأعداء في اليمن يجب أن يتوقف ،والمؤامرات التي تحيكها الأنظمة لبعضها البعض تبقى مسألة وقت لا غير، وعندما يفطن الشارع العربي للمؤامرة سنغاي جميعا النشيد الوطني الذي يبدأ ب إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر  ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى