دردشة مع صديق

نور الدين اليعقوبي
يمكنك الكتابة عن “الدبلوماسية الملكية” والنجاح المبهر في قمة الاتحاد الاوروبي – الأفريقي، خصوصا مع السياسة الجديدة في افريقيا، وتستطيع تحوير النقاش (بحسن النية او سوئها) الى فشل بعد حضور رئيس الدولة الوهمية قرب عاهل المملكة الشريفة …فلكل وجهة هو موليها، فاستبقوا الخيرات والخير كله في الوحدة الوطنية .
ممكن تكتب عن حراك الريف خصوصا مع جديد المحامي إسحاق عن “التآمر على الملك من طرف إلياس”ورسالة الزفزافي…والحكم 5 سنوات نافذة على “اعمراشا” احد نشطاء حراك الريف، أمام محكمة الارهاب، حيث كبلت يدا المرتضى من قاعة المحكمة الى السجن وهنا ممكن تكون مناضل ثوري وتتبنى مختلف الروايات الثورية او تتبنى الموقف المناقض وتصبح “عياشا” 100% وممكن تكون وسطي وتتحدث بكثير من الاستقلالية والعقلانية لرصد الهفوات هنا وهناك …كل شيء ممكن.
ممكن تكتب، عن السياسة والمشهد الحزبي واستقلالية القرار الحزبي ومسلسل طرد الزعماء بدءا بمزوار ثم شباط ثم بنكيران والدور على الياس، لتكتمل صورة مشهد خارطة طريق جديدة للزعامة الحزبية بالمغرب او على الأقل لزعامات الاحزاب الكبيرة ،او هكذا يراد لها …ليبقى الجسم الحزبي هرما مترهلا …
ممكن تغير النبرة وتناقش استسقاء المغاربة وامطار الخير بمختلف المناطق لتكشف عن عورة البنيات التحتية في مختلف المدن والطرق والقناطر والمعابر، حيث سرعان ما تبدأ الشكايات تتقاطر على مختلف المصالح والإدارات، وهنا يعاد نفس السؤال السنوي نحو الأمطار…فلما نطلب الأمطار اذا كانت ستفضحنا!!!
ممكن تكتب في الشأن المحلي ولا شك ان كل مدينة او قرية في هذا الوطن الكبير له قصة وقضية وملف يجب ان يفتح، فمثلا اليوم في منطقتنا في فاس، (سهب الورد)، تم قتل تلميذ (باك أولى بثانوية المسيرة)، بسكين من طرف سارق او “سُراق” بالسلاح الابيض، وطبعا على مقربة الثانوية وفِي “النهار الجهار”، وهنا ممكن أن تتحدث عن الملف القديم الجديد وهو ملف الانفلات الأمني، ونستحضر النداءات والكتابات والتدوينات عن إنقاذ فاس من يد العصابات والنشالين والمغتصبين …ملف دائما نتحدث عنه …ولا اظن انه ملف خاص بفاس، بل بالمغرب عامة…
ممكن “تهز النيفو” وتكتب على الاصلاح السياسي وتجديد النخب وفصل السلط وتحديث الادارة العمومية وتفعيل الاوراش الكبرى ،بدءا بتنزيل دستور 2011 الى الجهوية الموسعة الى مختلف الملفات المرتبطة بالديمقراطية والملكية المواطنة…
ممكن تكتب عن مختلف المجالس الدستورية وعن أثرها في الشأن العام؛ تسييرا او استشارة او مراقبة …
ثق بي يا صديقي انك تستطيع الكتابة عن اي شيء في هذا المغرب ففيه مايستدعي الكتابة وزيادة، نثرا وشعرا وقصة ورواية، ويستحق ذالك بحق وأكثر من التضحية والسهر والحمى ايضا، ليس فقط للكتابة عن اماله وهمومه وجراحه، بل وتحمل مختلف الصعاب والأعباء من اجله ،لكن صدقني يا صديقي، انه ،لا يستطيع اي كان الكتابة متى يشاء …نعم قد يجف المداد لسنين لسبب ولغير سبب ،لست ادري…فالكتابة وحي القلم .