في الواجهةكتاب السفير

هل يوقف تشديد العقوبة جرائم البيدوفيليا

le patrice

السفير 24 | محمد تكناوي

تتبعنا وسمعنا ورأينا وقرأنا كثيرا عن أخبار جرائم واعتداءات تفوق الخيال كنا إلى زمن غير بعيد نعتقد أنها يمكن أن تحدث في أي بلد الا في المغرب، لكن يظهر أن حالة الاستثناء التي كانت تميز المغرب عن باقي دول المعمور والمناعة التي كان يتمتع بها ضد هذا النوع من الجرائم لم يعد لها وجود، فهذا بيدوفيل يفرغ مكبوتاته الاجرامية في جسد طفل بريء ويخنقه حتى الموت، وهذا ابن يقتل والده السبعيني من أجل حفنة دراهم، وآخر يرتكب جريمة نكراء بقتل أمه واخواته، و اخر يعاشر أخته معاشرة الادأزواج وتنجب منه سفاحا، و مراهق آخر يغتصب عجوزا ……..؛

وأصبح لا يمر يوم دون أن تطلعك الوسائط الاعلامية على مثل هذه الاخبار التي تجعلك تقضي سحابة يومك متأثرا ومتشنجا من فعل التتبع و القراءة بعدما كان هذا الفعل يلامس المسكوت عنه في التربية و الفكر والثقافة، فماذا وقع وماذا جرى ما الذي حصل وما الذي تغير… أو بالأحرى ما الذي يقع تحديدا ومن أين هبت ثقافة المغايرة هاته التي تنخر اخلاق المجتمع، ولماذا تفشت هذه الجرائم وبهذه الكيفية وبهذه البشاعة و الدناءة وهذا النزوع الشبقي والكبتي لاقترافها.

مرة أخرى فجعنا وصدمنا ونحن نتابع تفاصيل الجريمة التي ضربت تحت الخاصرة في جنح الظلام ، لقد كان وقع الفاجعة مؤلما على قلوب جميع المغاربة، وصدمة ما اصابهم من ذهول وهم يتابعون أطوار الجريمة .

موجات التنديد كانت كالطوفان ولم تستثني أي شريحة أو فئة عمرية، اتسع حجم الادانة فنزل العشرات من ساكنة مدينة طنجة ومدن اخرى احتجاجا على هذه الجريمة وترحما على الطفل عدنان الكلمات العفوية التي جاءت على لسان رفاقه وأصدقاءه وقاطني الجوار جابت كل المواقع والقنوات التواصلية، انها صور مؤثرة لكل ذلك الحضور الذي تحلق حول منزله مواسيا ومؤازرا ومتسائلا بأي ذنبت قتلت يا عدنان ….؛

بل وفي العديد من ربوع المغرب سارع نشطاء على صفحات الفضاء الازرق الى تغيير كلمات وصور حساباتهم وتعويضها بصور عدنان وبهاشتاغ موحد “الاعدام لبيدوفيل وقاتل طنجة” كصيغة للتعبير عن حجم وعمق الادانة، وكرسالة ضغط من أجل استصدار حكم بالإعدام في حق المجرم وتنفيذه هذه المرة. فالمغرب رغم كونه من بين الدول القليلة التي ابقت على عقوبة الاعدام لكنه لم ينفد أي حكم بها منذ سنة 1993 بالرغم من وجود أزيد من 124 حكم قضائي بالإعدام.

وبصرف النظر عن النقاش الذي استعير مرة اخرى بعد مقتل الطفل عدنان بين دعاة الغاء عقوبة الاعدام و مناصري الابقاء عليها ، والمبررات التي يدفع بها كل طرف، فإن شرائح واسعة من المجتمع المغربي مؤمنة بعدالة عقوبة الاعدام بل وتلح في طلب تطبيقها في كل شخص راشد عاقل مصر ومترصد اقدم متعمدا على وضع حد لحياة شخص اخر سيما اذا تعلق الأمر بالقتل العمد المقرون بهتك عرض طفل قاصر، لان الاعدام في مثل هذه الحالة عقوبة عادلة وشرعية ضامنة لاستقرار الدولة تجعل المجتمع يحس بنوع من الامان بتوافر عقوبات رادعة وقوية .

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى