المحمدية … “القصبة” و “المسجد العتيق” يسترجعان هيبتهما التاريخية
السفير 24 – كريم اليزيد
استرجعت قصبة المحمدية التي تقع على المجال الترابي للملحقة الإدارية الثالثة صورتها التاريخية، كما استعاد المسجد العتيق ” الجامع لبيض” هيبته الدينية و شموخه التاريخي، كما ظهرت الملامح المعمارية الأصيلة لهاتين المعلمتين اللتان تشكلان إرثا تاريخيا و ثقافيا للفضاليين و للمغاربة أجمعين ، و ذلك بعد أن شهدت فضاءاتهما و جنباتهما عمليات نظافة و تحرير للملك العمومي و تنظيم المجال ، و هي العمليات التي لقيت تنويه الفعاليات المدنية واستحسان سكان القصبة و زوارها و عموم الساكنة.
و كانت فضاءات القصبة غارقة في العشوائيات واحتلال الممرات و الترامي على الساحات المجاورة للمسجد العتيق ، بالإضافة إلى الإزعاج الناتج عن مكبرات صوت باعة “السيديات” و صراخ الباعة الجائلين و تعالي أصوات الشجار و تبادل السباب دون أدنى اعتبار لحرمة ” الجامع لبيض” و لا للحقوق الدستورية للسكان و مرتادي القصبة.
و لقد تأتى ما أصبحت عليه القصبة اليوم، و في ظل الظرفية الحرجة التي تعيشها بلادنا و العالم ، نتيجة المجهودات الجبارة التي بذلتها و تبذلها سلطات الملحقة الإدارية الثالثة تحت إشراف القائدة رئيسة هذه الملحقة و السيد عبد الرحيم النوري خليفة القائد بذات الملحقة الإدارية و بتنسيق وثيق مع أطر و عناصر الدائرة الثانية للأمن الوطني بالمحمدية و بتعاون الفعاليات المدنية و سكان القصبة تفعيلا لمبدأ الديمقراطية التشاركية ، بالإضافة إلى مساهمة مصالح جماعة المحمدية التي وفرت مزهريات بناءا على طلب من هذه السلطة في إطار تفعيل البرنامج الذي وضعته في سبيل إنجاح و استمرارية هذه العملية، و هي المزهريات التي تم تثبيتها على مداخل القصبة و الساحة المجاورة للمسجد العتيق، من أجل الرفع من جمالية هذه الفضاءات و ترسيخ الإرادة في الحفاظ على هذه النتائج الجيدة.
و سلكت سلطات الملحقة الإدارية الثالثة مقاربة إجتماعية و إنسانية تجاه الباعة الجائلين الذين كانوا يستغلون فضاءات القصبة و جنبات المسجد العتيق، مع الأخذ بعين الإعتبار إكراهات مواجهة التداعيات الإقتصادية و الإجتماعية لجائحة كورونا، في أفق إيجاد الحلول المستدامة و القابلة للتطبيق التي ستحفظ كرامة هذه الفئة.
و تجدر الإشارة إلى أن السيد عبد الرحيم النوري خليفة القائد بالملحقة الإدارية الثالثة بالمحمدية ،راكم تجربة ميدانية واسعة ، و كان يشغل قبل موقعه الحالي رئيسا للملحقة الإدارية الثالثة بعين حرودة، حيث كان يشرف على التدبير الإداري و الميداني لمجال ترابي واسع ، عرف في عهده ضبطا محكما للمجال و انخراطا واسعا في محاربة كل ما من شأنه المس بالنظام و الأمن العامين ، بالإضافة إلى محاربة البناء العشوائي و معاقل المخدرات و المؤثرات العقلية ، خاصة بالدواوير التي كانت تقع على المجال الترابي الذي كان يشرف عليه هذا المسؤول الذي ترك بصماته في المخيلة الجمعية لسكان عين حرودة ، خاصة أثناء التدخل القوي و الحازم في عملية تحرير الملك العمومي الكبرى التي نظمت قبيل رمضان الماضي بمركز عين حرودة الذي كان يرزح تحت فوضى عارمة و احتلال سافر للملك العام.